خبراء فلسطينيون: التوغل البرى في غزة سيفجر المنطقة.. وإسرائيل ستدفع ثمنًا باهظًا له
رأى خبراء وسياسيون فلسطينيون أن الاجتياح البرى الكامل لقطاع غزة، سيكون بمثابة «المفجر الذى يشعل النار فى المنطقة التى تحولت إلى برميل البارود» بعد أن هددت إيران بالرد على التوسع فى الاجتياح البرى، وفتح جبهة شمالية من خلال حزب الله فى جنوب لبنان، إضافة إلى استهداف القوات الأمريكية المتمركزة فى سوريا والعراق.
وقال الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، إن الاجتياح البرى للقطاع يعنى أن إسرائيل ستخوص فى بحر من الدماء، لأن الشعب الفلسطينى لن يسمح لها بإتمام هذه الخطوة وسيتصدى لها بكل ما يمتلك من مقومات؛ حتى لو كانت أجساده العارية.
وأضاف أن إسرائيل سوف ترتكب خطأ فادحًا إذا أقدمت على هذه الخطوة؛ لأن جيشها سوف يتكبد خسائر كبيرة، كونه جيشًا منظمًا سيتورط فى حرب شوارع مع فصائل ومجموعات فلسطينية لديها خبرة عميقة بالطبيعة الجغرافية للقطاع، وشبكة الطرق والأحياء والمدن والمخيمات، وهو انتحار عسكرى دون شك.
وأشار «عمر» إلى أن هناك خلافات كبيرة داخل دولة الاحتلال بين أجهزة الأمن والجيش والمستوى السياسى بسبب العملية البرية، وأن الجيش سيتحمل نتائجها فى حال الفشل. وأكد أن إسرائيل تفتقد إلى المعلومات الاستخباراتية حول ما قد ينتظرها من مفاجآت فى غزة إذا أصرت على تعميق الاجتياح البرى، والدليل على ذلك أنها فشلت فى التنبؤ بعملية «طوفان الأقصى» التى تخللها اقتحام نقاط أمنية ومعسكرات ومستوطنات حصينة.
وعن المواقف الغربية تجاه الحرب البرية، أوضح «عمر» أن الغرب يخشى من أن تؤدى الحرب البرية إلى توسع دائرة القتال ودخول قوى إقليمية أخرى على خط المواجهة، وتتحول من حرب على غزة إلى حرب تطال الإقليم كله ويشارك فيها لبنان وسوريا وإيران واليمن، وهو ما يهدد المصالح الاقتصادية والعسكرية للدول التى تساند إسرائيل، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهته، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة عضو حركة فتح، إنه لا يوجد توافق داخل دولة الاحتلال بشأن الاجتياح البرى وآلياته وأهدافه، موضحًا أنه لا يوجد داخل مؤسسات المجتمع الدولى أى حديث عن إعطاء ضوء أخضر لهذه المعركة لما سيتبعها بالتأكيد من أضرار على الشعب الفلسطينى، وإسرائيل.
وأضاف أن الولايات المتحدة تخشى أن يرتكب جيش إسرائيل انتحارًا عسكريًا بتوسيع الاجتياح داخل المدن، كما حدث لقواتها من قبل فى ظروف مشابهة فى الموصل والصومال، إضافة إلى أن توسيع الاجتياح يعنى انفجار أعداد الشهداء والجرحى فى غزة إلى درجة لن يقوى المجتمع الدولى على تحملها.
وتابع: «لا يوجد موقف دولى واضح من الاجتياح، وإن كانت الكفة الأرجح هى رفض الاجتياح البرى الكامل لما له من نتائج كارثية على المنطقة»، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعرف أن تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على «حماس» لن يتحقق بالقصف الجوى وإنما يتحقق بالعملية البرية، لكن يبقى السؤال: هل تقوى دولة الاحتلال على تحمل تبعات الاجتياح الكامل ونتائجه الوخيمة؟.
وأوضح أن الأيام الماضية شهدت مناورات للقوات الإسرائيلية فى المناطق الشمالية للقطاع لكنها اصطدمت بصلابة المقاومة، كما أن المجلس الوزارى المصغر المسئول عن إدارة المعركة منح وزير الحرب الإسرائيلى الضوء الأخضر لبدء عملية برية محدودة فى غزة، وليس الاجتياح الكامل لأنهم يدركون عواقب هذه الخطوة.
وشدد «الرقب» على أن الاجتياح البرى سيكون مدعومًا بقصف جوى ومدفعى وقصف من البوارج التى ترسو قبالة سواحل غزة، ما يعنى أن الخسائر فى الأرواح ستكون كارثية، لكن المقاومة جاهزة ولن تكتمل خطوة الاجتياح البرى الكامل دون أن تدفع إسرائيل الثمن.