صحفيون وأصحاب أعمال حرة تركوا وظائفهم دعمًا للقضية الفلسطينية
منذ بدء معركة طوفان الأقصى تنتشر حملات المقاطعة للمنتجات التي تتبع إسرائيل أو تستخدم حتى العلامة التجارية لها، بسبب ما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي في الفلسطينيين، من قتل وتدمير وتهجير واستهداف للأطفال.
ذلك الأمر دفع كثيرون لإعلان المقاطعة لتلك المنتجات وعدم شرائها أو دخول المطاعم التي تدعهما، من أجل إلحاق الخسائر بهم وعدم المساهمة في أرباحهم التي تتحقق على حساب ما يحدث في غزة من دمار شامل.
مقاطعة أمريكا وإسرائيل
وجاء جزء كبير من تلك الدعوات باتجاه الشركات الأمريكية، وبصورة خاصة بعد إعلان واشنطن غير المشروط عن دعمها الكامل عسكريًا ودبلوماسيًا وماليًا لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة.
وأرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى المنطقة، وأعلنت نيتها إرسال واحدة أخرى، كما شرعت في تجهيز طائرات محملة بالذخيرة لإرسالها لإسرائيل، وأوفدت وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين إلى تل أبيب، لإظهار المزيد من الدعم.
وهناك الكثير من الشباب العاملين في مطاعم أو مواقع أو منتجات تتبع شركات الاحتلال أو أمريكا أعلنوا انسحابهم منهم وتركهم للعمل تضامنًا مع حملات المقاطعة ضد تلك المنتجات.
عمرو محمود، كان يعمل في أحد مواقع الشراء الإلكترونية الشهيرة التابعة لأمريكا والتي لها فروع في كل دول العالم والدول العربية، إلا أنه بدأ يشعر بمزيد من الغضب مع التصاعد الذي يحدث في فلسطين.
كانت مشاهد قتل الأطفال واستهداف المدنيين هي جل ما يؤرق محمود ويشعره بالذنب في عمله: "كنت أعمل في ذلك الموقع لمدة عامين كاملين، ولكن قررت مع معركة الطوفان التي تحدث الآن تقديم استقالتي".
يوضح أنه أحب عمله الحر في ذلك الموقع واحترفه إلا أنه ضحى به من أجل القضية الفلسطينية ولكن قرر أن يتركه ويبحث عن عمل آخر لا يتعلق بدعم الاحتلال الإسرائيلي بأي صورة من الصور.
ويوم الجمعة الماضي، أشار موقع "بيزنس إنسايدر" إلى أن شركة ماكدونالدز إسرائيل أعلنت تقديمها آلاف الوجبات المجانية لقوات الدفاع "الاحتلال" الإسرائيلية والمواطنين، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس.
نادر: "كل ما ينشر يتم تحريفه"
لم يختلف الحال لدى "نادر.م"، "اسم مستعار" صحفي يمني، كان يعمل في إحدى وكالات الأنباء الأمريكية، والتي بدأت منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى في الانحياز التام للجانب الإسرائيلي على حساب أهالي غزة.
يقول: "كانت التغطية غير مهنية وتقف في صف ما تفعله إسرائيل وتدعمه بشكل كبير، بل نقوم بإذاعة وكتابة أخبار كاذبة من مصلحتها إظهار إسرائيل بأنها الضحية وأن حماس إرهابية".
في يوم مجرزة مستشفى المعمداني كان مطلوبا منه كتابة أخبار عن اتهام حماس باستهداف المستشفى وليس الجانب الإسرائيلي، وهو ما يخالف الواقع بشكل كبير، وحين رأى مشاهد القتل الخاصة بالمدنيين لم يستطع.
يقول: "تركت العمل لأنه يخالف مهنيتي رغم عملي في تلك الوكالة لمدة عام كامل، لكن التضليل والخداع الذي اتبعته الوكالة خلال تلك الفترة أثناء تغطية الحرب بين حماس وإسرائيل.
ويضيف: "كل ما كان يتم إذاعته كان كذب لم استطع استكمال العمل في في تلك الوكالة بسبب أن كان ما يتم إذاعته يصب في صالح الجانب الإسرائيلي، لذلك لم أستطع الاستمرار وقدمت استقالتي".
لكن شركة ماكدونالدز السعودية أعلنت، في بيان لها منفصل، أنها شركة سعودية 100%، مؤكدة احترامها والتزامها للمجتمع السعودي، مشيرة إلى أنه لا علاقة لها بما يقوم به وكلاء آخرون خارج المملكة العربية السعودية.