مخطط التهجير.. لماذا تركز إسرائيل على قصف شمال قطاع غزة؟ (خاص)
منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وتحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي توجيه المواطنين في غزة إلى الاتجاه جنوبا، في محاولة منها لتفريغ مدينة غزة وشمال غزة من السكان لتهجيرهم مرة أخرى من ديارهم، من خلال الضغط عليهم بالقصف المستمر والإبادة لكل ما هو متحرك داخل غزة.
في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور ناصر الصوير، إن قصف الكيان الصهيوني مركز ومنتشر في جميع أنحاء غزة، لأن غزة منطقة ضيقة جدا تبلغ حوالي 365 كيلومترا مربعا وتعادل 1% من أرض فلسطين التاريخية، ومن حدودها الجنوبية للشمالية أي من رفح لبيت حانون يبلغ 44 كيلومترا.
أسباب استهداف إسرائيل لشمال قطاع غزة
وأضاف “الصوير” في تصريحات خاصة، لـ"الدستور"، أن دولة الكيان الصهيوني تسعى إلى تهجير سكان غزة إلى سيناء وهذا واضح جدا، وقد حاربته مصر منذ الخمسينيات منذ العدوان الثلاثي على فلسطين ومصر إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتكرر وعرض الأمر على الرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس محمد حسني مبارك وتم رفضه تماما، والآن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن رفضه القاطع ورفض الشعب المصري لتهجير الفلسطينيين عن أرضهم.
وتابع الصوير: "عندما نقول إن الكيان الصهيوني أمر بإخلاء الشمال فهي تريد أن تدحرج الفلسطينيين رويدا رويدا إلى الحدود مع مصر ثم القيام بحملة برية لمنطقة خالية من السكان، وبالتالي الطيران مع المدفعية سوف يجبر السكان على مغادرة القطاع باتجاه سيناء، وهذا هو الرهان الصهيوني.
وأكد الصوير أن المواقف المصرية المشرفة، وكذلك العديد من الدول العربية التي أعلنت أنها ضد التهجير يؤكد أن هذا المشروع إلى زوال كما حدث في المرة السابقة.
قمة القاهرة للسلام تتصدى لمخططات التهجير
وحول الدور المصري، وقمة القاهرة للسلام المزمع عقدها غدا السبت بحضور عدد من قادة وممثلي الدول العربية والغربية، قال الصوير إن مصر لم تدخر جهدا في بذل الجهود ليس من اليوم ولكن منذ النكبة، خاصة أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى لذلك لا تستطيع مصر أن تنفصل عن القضية الفلسطينية ولا القضية الفلسطينية تستطيع الانفصال عن مصر.
وأضاف الصوير أن مصر هى الدولة الأكبر وقلب الأمة العربية وحامي حمى الإسلام وهي من حمت المسلمين في معركة عين جالوت وكانت الدرع الواقية لكل ما تعرض له العرب والمسلمون علي مدار سنوات من الزمان ولا يستطيع نكران دور القاهرة إلا حاقد أو جاحد مهما اختلفت الأمور.
وتابع: “الآن مصر تريد أن تقتنص الفرصة لكي تجبر هذه الدول للانصياع للقرارات الدولية وتحقيق السلام، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، ونحن راضون أن تكون مصر الحاضنة الكبري لأننا كنا تحت الحكم المصري منذ 48 حتى عام النكسة، خاصة قطاع غزة، ولذلك نعتبر أنفسنا سلوانا في بوتقة واحدة، مصر وفلسطين أمة واحدة وشعب واحد الفرصة مواتية لمصر لكي تضغط على الكيان ولعل المؤتمر يكون أكثر واقعية من الجهود التي بذلت سابقا”.
عملية طوفان الأقصى تهزم غطرسة الاحتلال
وأوضح الصوير أن العدو الصهيوني تعنت لكن الآن كُسر كبرياؤه بعملية طوفان الأقصي، وبالفعل المعركة انتهت يوم 7 أكتوبر 2023 والآن ما يدور هو حفظ ماء وجه دولة الكيان، مشيرا إلى أن ما فعلته بها الـ8 ساعات يوم 7 أكتوبر الماضي، تماما كانت ضربة 6 أكتوبر عام 1973 في 6 ساعات الأولى التي أفقدت العدو قواته ودمرته وأنهت أسطورة الجيش الذى لا يقهر.
وأشار الصوير إلى أن إسرائيل الآن تبكي لأمريكا وتكيل الاتهامات للشعب الفلسطيني، لأن عملية طوفان الأقصي دمرت الماكينة الإعلامية التي صنعت منها أسطورة إسرائيل تحارب لوحدها أمام العرب، وصنعت منها أسطورة حربية وسياسية.