منذ بدء معركة طوفان الأقصى.. تحركات القيادة السياسية المصرية من أجل التهدئة
منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 تحركت القيادة السياسية المصرية لاحتواء الموقف عبر التنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية المختلفة.
وهناك تحركات قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأيام الثلاثة الماضية، رصدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في تقرير له، حيث استقبل السيسي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين يوم 19 أكتوبر، للتباحث حول التصعيد العسكري الحالي في قطاع غزة، وما يصاحبه من تدهور للأوضاع الأمنية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
وأكدت المباحثات وفق التقرير ضرورة استمرارية إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر رفح، مع التشديد على رفض سياسات العقاب الجماعي من حصار أو تجويع، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى مصر أو الأردن، لما يحمله من مخاطر بالغة لهذه الدعوات والسياسات على الأمن الإقليمي.
كما استقبل السيسي قائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل كوريل، حيث أكد الأول ضرورة خفض التصعيد، وتضافر جهود المجتمع الدولي للدفع باتجاه احتواء الموقف المتأزم، ووقف تصاعده في اتجاهات خطيره، والتحول إلى نهج إحياء مسار السلام على أساس حل الدولتين.
وشدد على خطورة امتداد التبعات الأمنية لهذا الصراع إلى المحيط الإقليمي برمته، كما استقبل السيسي المستشار الألماني أولاف شولتس، حيث أكد خطورة الوضع القائم حاليًا في غزة، ورفض مصر التام سياسة تهجير الفلسطينيين، علاوة على رفض الطروحات القائلة باستضافة سكان القاطع في سيناء لما يمثله من خطورة على تصفية القضية الفلسطينية.
وكذلك انتقال المواجهات والمقاومة الفلسطينية لإسرائيل إلى داخل سيناء بما يتعارض مع التزام مصر الاستراتيجي بالسلام، ويمثل اعتداء على السيادة المصرية حال قررت إسرائيل توجيه ضربات للمقاومة داخل سيناء.
كما أكد السيسي التزام مصر بنقل المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وتأكيدها ضرورة دفع مسار السلام، استقبل السيسي وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، حيث أشادت بالدور المصري في التعامل مع الملف الفلسطيني بحكمة ومسئولية من مختلف جوانيه السياسية والإنسانية، والتأكيد على خطورته وتهديده لأمن واستقرار المنطقة، والعمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فيما شدد السيسي على رفض تعريض المدنيين لسياسات العقاب الجماعي من حصار وتجويع وتهجير.
كما تلقى السيسي العديد من الاتصالات الهاتفية من قبل عدد من قادة ورؤساء وزراء بعض الدول هم الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث تم خلال اتصال يوم 19 أكتوبر الاتفاق على إدخال المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، عبر معبر رفح بشكل مستدام بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية وتحت إشراف الأمم المتحدة.
نتائج جولة بلينكن
وفي اتصال آخر يوم 18 أكتوبر، تم التباحث بين الرئيسان في نتائج جولة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، واتفقا على خطورة الموقف الحالي وأهمية احتوائه بما لا يسمح باتساع دائرة الصراع وتهديد الأمن والاستقرار الإقليميين، واتفقا بشأن أولوية حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ودفع وإحياء مسيرة السلام.
وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث توافقا على أهمية تغليب مسار دعم التهدئة واستعادة الاستقرار الأمني، والحرص على حماية المدنيين ومنع استهدافهم، وتوفير النفاذ الأمن للمساعدات، والعمل الجدي لمعالجة أسباب الأزمة، لاسيما استمرار غياب الأفق السياسي لتسوية القضية الفلسطينية على نحو عادل ودائم، وإقامة الدولة الفلسطينية وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
وأيضًا الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، حيث توافق الرئيسيان بشأن ما يمثله الوضع الراهن من خطورة وتهديد للاستقرار الإقليمي بما يستوجب خفض التوتر وتوفير الحماية للمدنيين، ووقف الحصار الجماعي والتهجير، والإدخال الأمن والعاجل للمساعدات الإنسانية.
ومنهم الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، حيث تناولا خطورة تبعات توسيع دائرة الصراع على استقرار المنطقة، واستعرض السيسي جهود مصر على مسار التهدئة وتقديم المساعدات الإنسانية.
واتصال هاتفي مع رئيس وزراء اليابان قوميو كيشيدا حيث أكدا أهمية مراعاة التبعات الإنسانية الخطيرة للمواجهات على حياة المدنيين، وامتداد تداعيتها الأمنية والسياسية إلى المنطقة برمتها، وحث الأطراف على تبني مسار التهدئة وإدخال المساعدات الإغالية إلى قطاع غزة.
وكان هناك اتصال مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، حيث أكدا على ضرورة تنسيق الجهود الدولية لحث الأطراف على انتهاج مسار التهدئة لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية وامتداد التبعات الأمنية للصراع إلى المنطقة.
وتلقى السيسي اتصالًا مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، حيث أكدا ضرورة تعزيز الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون توسيع التصعيد وتعقيد الموقف أمنيا وإنسانيا، ودفع جهود التهدئة، وضمان النفاذ الأمن والعاجل للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ووقف سياسات العقاب الجماعي والحصار والتهجير.
واتصال آخر مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، حيث استعرض السيسي جهود مصر على المسار السياسي لاحتواء الأزمة، وعلى المسار الإنساني لتسهيل وصول المساعدات، وأيضا رئيس الوزراء اليوناني كبرياكوس مينسوناكيس، حيث توافقا على تعزيز الجهود الدولية والإقليمية لخفض التصعيد باعتباره الأولوية الحالية لتجنب أن يأخذ ابعادًا أوسع تزيد من تعقيد الموقف.
وأخيرًا رئيس الوزراء النرويجي حيث أكدا ضرورة وقف التصعيد وحماية المدنيين ومنع استهدافهم وإيصال المساعدات الإنسانية، ودفع جهود التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية وفقًا للمرجعيات المعتمدة، وفي ضوء التهديد المتزايد على الأمن والاستقرار الإقليمي.