الكنيسة الكاثوليكية تُحيي ذكرى القديسة هيدويغ الراهبة ودوقة سيليزيا وبولندا
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديسة هيدويغ الراهبة ودوقة سيليزيا وبولندا.
وبهذه المناسبة، طرح الأب وليـم عبـد المسيـح سعيـد الفرنسيسـكانـي، نشرة تعريفية قال فيها ولدت هيدويغ عام 1174م في بافاريا العليا ، وهي ابنة برتولدو وأنييس ، من طبقة النبلاء البافاريين.
زواجها
ولما صار عمرها اثنتي عشرة سنة زوجها والدها من إنريكو وريث دوقية سيليزيا السفلى، في بريسلاو وهي الان فروتسواف، في بولندا، وبعد أربع سنوات، خلف إنريكو والده بوليسلاوس وبذلك اصبح دوقاً. وعاشت معه في الفة واتفاق عجيب وهي مواظبة على الصلاة والعمل بالصلاح ومحبة الطهارة. ورزقت ستة أولاد بوليسلاو، كورادو، إنريكو المعروف باسم التقي، أنييس، صوفيا وجيرترود.
وكانت متعاونة مع زوجها في حكومة الدوقية الصعبة: فقد اكتسبت تعاطف الرعايا البولنديين من خلال تعلم لغتهم، وشجعت على تقديم المساعدة للفقراء. إنها ليست محظوظة جدًا مع أطفالها، والذين سيموتون جميعًا تقريبًا وهم لا يزالون صغارًا، باستثناء جيرترود. ثم أهمها الله أن يحفظا عفتهما. فاعتزلا بعضهما عن بعض . واستشارا بأسقف المكان فباركهما . وعاشا كالأخ والأخت مدة ثلاثين سنة. وكانت هيدويغ تحب فضيلة الطهارة وتعتبرها كل الاعتبار .
وتجد في ترغيب الناس فيها . دخلت أخيرًا دير تريبنيتز السسترسي (الآن ترزبنيكا) الذي أسسته عام 1202م، وأجزلت عليه العطاء . بحيث أنه كان يقوم بقوت ألف شخص فقير . ثم أتخذت لسكناها داراً ملاصقة للدير. وأقامت فيه معتكفة على الصلاة والصوم والسيرة الكاملة. وكانت منذ البداية مائلة طبعاً الى حفظ الأدب والاحتشام ومتعوذة من الزينة والتسقل. فلما اعتزلت من زوجها في المحل المشار إليه بلغت اسمى درجة من الأتضاع والفقر في ثيابها وعيشتها . فإنها كانت لا تلبس إلا ثوباً عتيقاً بالياً. وكانت تحتقر نفسها وتحسب ذاتها أكبر الخطاة . وتشتهي أن يتخذها كذلك جميع الناس .
وكانت تحب اصفياء الله وأولياءه محبة شديدة وتحترمهم احتراماً بليغاً . وتقبل مواطئ اقدامهم وأمتعتهم وغير ذلك . وكانت تشتهي أن تصير راهبة . غير أنها تمنعت من ذلك شفقة منها على الفقراء . وشمرت ساعد الهمة لإسعافهم والقيام بحوائجهم خائفة أن لا يتيسر لها ذلك إذا دخلت الرهبنة. وما برحت هيدويغ تخدمهم وتغسل اقدامهم وخاصة البرض منهم وتهيئ لهم على الدوام مآدب وتجزل لهم الطعام . وتقوم بخدمتهم وهي راكعة . وتقبل موضع خطواتهم .
واختارت لها أثني عشر فقيراً على عدد تلاميذ يسوع المسيح معلمها الإلهي . وأخذت تجالسهم دائماً . وتبالغ في اعزازهم وإكرامهم. وتتواضع لهم كثيراً. وكانت تعتني ايضاً بجميع البائسين والمهملين والمهمشين . فصارت أم الايتام وعضيدة الأرامل وملجأ الغرباء ومنقذة المسجونين ومخلصة المأسورين وملاذ الملهوفين . إذ كانت تشاركهم في مصائبهم كلها وتعينهم فيها. وعاشت حياة تقشف شديد شبيهة بحاية النساك والسواح.انها بقيت مدة أربعين سنة لا تأكل اللحم . صائم على الماء والخبز مجرداً في كل يوم اربعاء وجمعة .
كانت تمشي حافية مع اشتداد البرد والأمطار وعلو الثلج والجليد . لا تلبس الحذاء إلا في محافل الناس وتتأزر بشعر معقد عقداً كثيرة جافية.وتنام على سرير مملؤ من تراب وحجارة دقيقة . وتسهر طوال الليل وتجلد نفسها جلداً قاسياً . وتصلي الصلاة بكل تقوي وخشوع . وكانت كلما أنتصبت للصلاة اختطفت عن حواسها . وشوهد حول راسها تاج باهر ونير .
وكان لها عبادة جزيلة للقربان المقدس وإكرام كبير لمريم العذراء الطوباوية .وتتلذ كثيراً بالتأمل في آلام السيد المسيح . وإذ كانت تصلى قدام المصلوب رفع المصلوب يده وباركها . وشيدت كنائس كثيرة، ووضعت شمعدات كثيرة على المذابح، وبعض الأواني المقدسة في الكنائس. وأنعم الله عليها بهبات كثيرة . من ذلك المعرفة بالخفايا وعمل الآيات والمعجزات . وامتحنها الله بشدائد كثيرة، فصبرت عليها بالصبر الجميل. من ذلك أنها ثكلت ابنها في حرب مع التتر.
وكانت كلما أهانها أحد تقول له غفر الله لك فعلك هذا، ثم أوحى الله إليها بقرب وفاتها فاستعدت بأخذ الأسرار المقدسة لهذا الرحيل وأوصت بأن يقبر جسدها في مقبرة الراهبات لا في مكان آخر فلما كان اليوم الخامس عشر من أكتوبر عام 1243م بقيت مدة ثلاثة أيام غير مقبورة لازدحام الناس.
وجرت كرامات كثيرة على يدها من بعد وفاتها. وفى عام 1268م في اليوم السابع من شهر أغسطس نقل جسدها . وحدث أنه إذ فتح القبر فاحت منه رائحة ذكية . ووجدت الجثة وقد تخلخلت وقد زال عنها اللحم ما عدا الصابع الثلاث من اليد اليسرى، وماسكة بيدها صورة لمريم العذراء كانت في حياتها تمسكها بيدها على الدوام . وعند موتها قبضت عليها بشدة . بحيث انه لا يسغ لأحد أن يأخذها من يدها . وظهر منها غير ذلك من الأعاجيب .وأعلنها البابا كليمنت الرابع قديسة في 26 مارس عام 1267م .