مسئولون سوريون لـ"الدستور": الهجوم الإسرائيلى على سوريا يهدف لدعم الإرهاب
شنت إسرائيل ليل الإثنين الثلاثاء، هجومًا جويًا على مواقع للجيش السوري في محيط مدينة دير الزور، ما أسفر عن إصابة عسكريين اثنين بجروح ووقوع خسائر المادية، ولم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه، إذا تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي بين الحين والآخر غارات علي سوريا.
حسين راغب: العدوان الإسرائيلي على سوريا يهدف لدعم الإرهاب
وفي هذا الإطار قال النائب السوري حسين راغب، إن العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية يأتي ضمن استمرار دعم التنظيمات الإرهابية في سوريا، حيث إن إسرائيل تقف خلف كل إرهابي حاول الانقضاض على إنجازات سوريا ودورها في المنطقة.
وأضاف راغب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية يأتي ضمن محاولات الهروب من الأزمات التي تعصف بالجبهة الداخلية عندهم، إلى جانب حالة التصدع التي ألحقتها المقاومة في قوة الردع التي فقدها جيش الاحتلال خلال المعارك الأخيرة.
وقال راغب إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في ظل صمت مجلس الأمن الدولي يشجع إسرائيل على القيام بالعدوان والجرائم بشكل أكثر اتساعًا، بما في ذلك استهداف المدنيين والبنية التحتية الأساسية في سوريا.
وأكد النائب بالبرلمان السوري أن إسرائيل معروفة بارتكابها للجرائم الكثيرة، ولا يمكن الحديث عن التحديات التي يواجهها الشعب العربي السوري والاعتداءات بمعزل عما يتم الآن على الساحة الفلسطينية، وإن دعمنا للشعب الفلسطيني هو رد على الهجمات الإسرائيلية، وإسرائيل تعرف وتعي أن الرد السوري على مثل هذه الإعتداءات وبشكل معلن قادم لا محالة، وسنرد على إسرائيل في الوقت الذي يخدم المصالح الوطنية السورية.
وأوضح راغب أن المساعي الصهيونية لتغيير قواعد الاشتباك عبر القصف المتكرر على سوريا ستبقى حسابات صهيونية خاطئة سيدفع ثمنها في أي وقت.
وطالب راغب مجلس الأمن الدولي بوقف استخدام الكيل بمكيالين في الملف السوري، وإدانة عدوان الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة هذا الكيان بجرائمه وتعريض أمن وسلم سوريا والمنطقة للخطر.
محمد كمال الجفا: إسرائيل تهاجم سوريا تحت حجج ومبررات واهية
من جهته قال محمد كمال الجفا المحلل السياسي السوري والخبير العسكري، إن اسرائيل دأبت منذ بداية الحرب على سوريا على تنفيذ اعتداءات وهجمات على عشرات المناطق والمواقع السورية وتحت حجج ومبررات جاهزة لديها.
وأضاف الجفا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذه الاعتداءات هى خطة مبرمجة وجزء من سياسة إسرائيل المستمرة في استهداف المواقع السورية وتقويض قدراتها الردعية من خلال ضربات تكتيكية تستهدف في معظم الاحياء مواقع مرتبطة بتعزيز القدرات القتالية والردعية وعوامل تراكم القوة والبناء للجيش والدولة السورية وهى تقوم بهذه الضربات بحيث تكون مؤثرة في مواقع محدودة، وتكون محدودة الزمان والمكان، يعني أنها تستهدف ضرب القدرات العسكرية أو شبه العسكرية، لتؤدي إلى تأخير أو إضعاف القدرات السورية ونقصد هنا مراكز البحوث وتطوير الصناعات العسكرية والدفاعات الجوية ومراكز البحث والتطوير المتعلقة بالصواريخ والطائرات المسيرة وهذه الاعتداءات مستمرة منذ بداية عام 2013، واختلفت عمليات الإعتداءات بين مرحلة وأخرى، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل زمنية مرتبطة بالظروف الإقليمية والوضع العسكري للدولة السورية في صراعها مع المجموعات الإرهابية والوضع الدولي المتعلق بموقف الدولة الداعمة للإرهاربيين في سوريا.
وأشار الجفا إلي أن المرحلة الأولى حينما كانت تعتدي إسرائيل من دون رد، والثانية حينما تم الرد على هذه الاعتداءات فوق الأراضي السورية، والمرحلة الأخيرة حينما أصبح الرد السوري على اعتداءات إسرائيل فوق الأجواء السورية واللبنانية.
وأكد الجفا أن استمرار هذه الضربات بالرغم من عدم وجود أي هجمات او اعتداءات من سوريا على إسرائيل ايضا مرتبطة بالإنجازات العسكرية التي حققها الجيش السوري والقوات المتحالفة معه، وتحريره جزءا كبيرا من الأراضي السورية وبالتالي فشل ما كان يخطط لسوريا لأن المواقع والأهداف التي تقوم بالاعتداء عليها كانت تقيم بها المجموعات المسلحة وخاصة الرادارات والمطارات وشبكات الدفاع الجوي ومراكز البحوث والتطوير المرتبطة بالقوات المسلحة.
وأكد الجفا أن استمرار هذه الاعتداءات هو المتغيرات التي حدثت في ميزان القوى على الأراضي السوري من خلال تقويض وتحجيم قوى المعارضة بكل مسمياتها وتصاعد عملية الربط والتشبيك مع حلفاء سوريا وزيادة فعاليتهم على الأراضي السورية.
وشدد الجفا على أن الهدف من هذه الغارات هو توجيه رسالة لسوريا وحلفائها، بأن إسرائيل قادرة على استهداف العمق السوري في أي وقت تريده، والمسألة الثانية هي تثبيت قواعد الاشتباك بما يلائم المصلحة الإسرائيلية.
واختتم الجفا تصريحاته قائلًا: “أعتقد أن هذه الغارات ستستمر في محاولة لفرض قواعد اشتباك جديدة بسبب عدم تحقيق المشروع الأمريكي أهدافه في سوريا ومحاولة إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة فرض واقع جديد يرتبط بطروحات سياسية مرتبطة بشكل أساسي بصفقة القرن، وهذا يتواكب مع مجموعة من الإجراءات كضم الجولان، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وعمليات التطبيع وتقسيم سوريا واستمرار الواقع الحالي في المناطق الخارجة عن سلطة الدولة السورية واستمرار الوجود الأمريكي واستمرار الحصار والتجويع للشعب السوري”.