بذكرى ميلاد غاندي.. كيف أثرت فلسفته على حركات التحرير في العالم؟
في الثاني من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم بذكرى ميلاد أحد أبرز الشخصيات التاريخية والسياسية والروحية في القرن العشرين، وهو المهاتما غاندي، الذي قاد حركة الاستقلال الهندي ضد الاستعمار البريطاني بالعصيان المدني السلمي، والذي نادى بالأخلاق والسلام والحب بين جميع البشر، والذي أصبح رمزًا للحرية والعدالة في كل مكان.
غاندي وُلِد في عام 1869 في مدينة بوربندر في إقليم كجرات الهندي، وتلقى تعليمه الأول في بلده، ثم سافر إلى لندن لدراسة القانون، وبعد تخرجه عمل محاميا في جنوب إفريقيا، حيث تعرض للتمييز والظلم بسبب لون بشرته، فبدأ نضاله ضد العنصرية والتفرقة، وأسس حركة "ساتياغراها" أو "القوة الروحية" التي تستند إلى مبادئ اللاعنف والصبر والحقيقة.
في عام 1915، عاد غاندي إلى الهند، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الهندي، وأصبح قائده وزعيمه، وشارك في عدة حملات احتجاجية ضد سياسات الحكومة البريطانية، مثل حملة "خودا" أو "إغلاق المحلات"، وحملة "الخروج من الهند"، وأشهرها حملة "الملح" التي قام فيها بسيرة شهيرة لـ 400 كيلومتر من أجل كسر قانون يحظر صنع الملح من قِبَل الهنود.
كان غاندي يؤثر على جماهير الشعب بخطاباته وكتاباته وإضراباته عن الطعام، وكان يُعتَقَل مرارا من قِبَل السلطات البريطانية، وفي عام 1947، تحقق حلم غاندي بإعلان استقلال الهند عن بريطانيا، لكنه شابه حزنه تقسيم البلاد إلى دولتين الهند ذات الأغلبية الهندوسية، وباكستان ذات الأغلبية المسلمة.
غاندي كان يسعى لإقامة التآخي والوئام بين المجتمعات المختلفة في الهند، لكن تفجّرت أعمال عنف دامية بين المسلمين والهندوس، وفي 30 يناير 1948، اغتيل غاندي على يد متطرف هندوسي أثناء توجهه للصلاة.
أشهر أقوال المهاتما عاندي:
غاندي هو شخصية فذة وملهمة للعديد من القادة والحركات في العالم، مثل مارتن لوثر كينج، ونيلسون مانديلا، ودالاي لاما. ترك غاندي إرثا ثريا من الأفكار والأقوال والحكم التي تعبر عن رؤيته وفلسفته للحياة ومن أشهر أقواله:
-كن التغيير الذي تريد أن تراه في العالم.
- لا يمكن للعنف أن يحل مشكلة العنف، فقط السلام يمكنه ذلك.
- الحياة هي أكثر من زيادة سرعتها.
- الضعف لا يولد إلا الضعف، بينما القوة تولد القوة.
- الحقيقة هي هدفي، والإحسان هي وسيلتي.
- لا يمكن لأحد أن يؤذيك إلا بموافقتك.
-الحب هو قوة لا تقهر.