المسمار الأخير فى نعش النفوذ الفرنسى.. دول إفريقيا تعزف عن استخدام اللغة الفرنسية
بعد مطالبات بعض دول غرب إفريقيا بانسحاب القوات الفرنسية من بلادها، انطلقت دعوات بضرورة التخلي عن اللغة الفرنسية للتخلي عن الهيمنة الفرنسية، وأن تحل اللغات المحلية كلغة رسمية، كما أن بعض دول شمال إفريقيا اتجهت ل تغيير المناهج الدراسية، لتحل المناهج الوطنية محل المزدوجة، كما فعلت الجزائر.
3 أسباب وراء رفض دول إفريقية للتواجد الفرنسي في القرن الإفريقي
من ناحيتها، قالت نسرين الصباحي الباحثة بالمركز المصري للفكر، إن الرفض الإفريقي للتواجد الفرنسي في إفريقيا، وتحديدًا غرب وشمال إفريقيا، جاء نتيجة مجموعة عوامل، أبرزها الإخفاق الفرنسي في مواجهة الإرهاب على مدار عقود.
وأضافت نسرين الصباحي خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن فرنسا فشلت في مواجهة الجماعات الجهادية في تلك المناطق، وهذه الجماعات سيطرت على مساحات أكبر من الأراضي، بل امتد نفوذها لتشمل خليج غينيا.
وأشارت إلى أن العامل الثاني للرفض هو الركود الاقتصادي نتيجة ارتباط فرنسا بالعملات في غرب إفريقيا، والثالث أن فرنسا سيطرت على العملات المحلية للدول الإفريقية، وحولت عملاتها المحلية إلى عملة مرتبطة بالاقتصاد الفرنسي، مثل الفرنك الفرنسي.
وأضافت أن السبب الثالث هو أن فرنسا استغلت موارد دول إفريقية، منها الذهب في مالي، واليورانيوم في النيجر، فرنسا تستورد اليورانيوم لمحطات الكهرباء في فرنسا، بينما النيجر تعاني من أزمة كهرباء، وتضطر لاستيرادها من نيجيريا، وتستغل الجابون في النفط، فضلًا عن الغطرسة الفرنسية، وتعاملها باستعلاء على الشعوب الإفريقية كجزء من الإرث الاستعماري، لذا بدأت الأجيال الشابة من هذه الدول الإفريقية برفض السياسات المتغطرسة من الجانب الفرنسي، ويحاولون إيجاد حلول بديلة، ورفض الوجود الفرنسي، ويرحبون بوجود دول أخرى مثل روسيا.
مالي ترفض انتشار اللغة الفرنسية وتبحث عن بديل محلي
وأوضح أسامة الحسن الكاتب والباحث السياسي، أن مالي اعتمدت 13 لغة في الدستور الجديد، لأن الشعب أراد تغيير اللغة الفرنسية لغة المستعمر، للغات المحلية، الفرنسية، مشيرًا إلى أنه قبل الاستعمار كان لدينا لغات محلية منها العربية.
اللغة الفرنسية لغة إدارة وليست رسمية للدولة
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش": “أغلبية الشعب يتحدثون ويفهمون اللغة البامبارية، بنسبة تصل لـ70% من السكان، لكن دولة مالي ليست مستعدة بنسبة 100% لتغيير اللغة المستعمرة الفرنسية الآن إلى إحدى اللغات المحلية”.
وأردف: "اللغة الفرنسية لغة إدارة وليست رسمية للدولة، لغة مستعمرة، وتوجد 13 لغة محلية، في الأيام المقبلة ستحل إحدى اللغات المحلية محل الفرنسية".
القوات غادرت لكن لغة الدراسة في النيجر مازالت الفرنسية
بينما أشار الدكتور علي يعقوب الكاتب السياسي، إلى أنه لا توجد أي مؤشرات على أن النيجر لن تتعامل باللغة الفرنسية، رغم ظهور دعوات خلال احتفالها في يومها الوطني بلغتها المحلية إلى الانقطاع عن الإرث الفرنسي.
وأضاف خلال مداخلة عبر سكايب من نيامي مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن ما حدث في مالي أنهم حين شرعوا في كتابة الدستور الجديد في البلاد، وضعوا 13 لغة محلية، وجعلوا اللغة الفرنسية إدارية فقط.
وأشار إلى أن اللغة الرسمية والسائدة ولغة الدراسة في النيجر هي الفرنسية، ولم يرد حتى الآن أي بوادر للاستغناء عنها، لكن ما حدث هو مغادرة القوات الفرنسية ومغادرة السفير الفرنسي من النيجر، لكن عدم استعمال الفرنسية ليس محل نقاش الآن.
اللغة الفرنسية ليست ذات قيمة مضافة في الجزائر
قال أحمد ميزاب الخبير الأمني، إن الجزائر فصلت في مسألة الهوية وموضوع اللغة الفرنسية منذ استقلالها، بعد صراع دام أكثر من 103 سنوات هي فترة الاحتلال، كانت فرنسا تطمح إلى محو الهوية الجزائرية، وصناعة هوية أوروبية، لكن الثورات الشعبية أكدت التمسك بالهوية الجزائرية.
وأضاف، خلال مداخلة عبر سكايب من الجزائر مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن توجه الجزائر بمنع الاعتماد على اللغة الفرنسية بشكل كبير في المدارس الخاصة يتماشى مع بناء جيل منفتح على العالم، وبناء جيل متماسك ومثقف، فلغة العالم حاليًا هي الإنجليزية وليست الفرنسية.
الفرنسيون يتجهون لاستخدام اللغة الإنجليزية
وأردف: "الفرنسيون أنفسهم تراجع نسبة استخدامهم للغة الأم مقابل الإنجليزية، تعليم اللغة الفرنسية الآن في الجزائر لم يعد هدفًا أو يشكل قيمة مضافة، يجب الاستثمار في الطلاب، والتوجه الجديد للجزائر الآن هو التوسع في تعليم اللغة الإنجليزية، وهي لغة العالم حاليا".
ولفت إلى أن الجزائر دولة كاملة السيادة وقادرة على إدارة شئونها، وتتعاطي في إطار شراكات، ولن يشكل لنا إحراج وجود تنوع ثقافي والتوسع في الشراكات، بل يمثل قيمة مضافة للجزائر، التوسع في الإنجليزية والتحكم في اللغة الفرنسية مع الحفاظ على اللغة الأم.