طي النسيان.. إسرائيل تفشل في العثور على جنودها المفقودين بحرب أكتوبر
في يوم الغفران قبل 50 عامًا وتحديدًا يوم 6 أكتوبر من عام 1973، انطلقت صافرات الإنذار في سماء إسرائيل، حيث أُرسل مئات الآلاف من الجنود إلى حالة حرب مفاجئة، وفي الوقت الذي كانت فيه وسائل التواصل مع الجبهة محدودة، لم تعرف العديد من العائلات لفترة طويلة ما حدث لأحبائهم، حتى الجيش لم يكن يعرف كيف يتعامل مع عدد الأسرى والجنود المفقودين أثناء القتال، هؤلاء المقاتلون الذين لم يعرف مصيرهم، حتى لقادتهم حتى يومنا هذا وهو ما يضعهم في طي النسيان، وفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
مصير مجهول
وأفادت الصحيفة، أنه تم الإعلان عن أكثر من ألف جندي مفقود في نهاية الحرب، ولا يعرف ماذا حدث لهم، أثناء القتال كان العدد أعلى من ذلك بكثير، وقد تسبب الطلب المتصاعد من جانب العائلات في أن يُعيد الجيش حساباته فيما يتعلق بطريقة التعامل مع الحرب والفوضى التي كان يتم التعامل بها.
وتابعت أنه جمع معلومات من وسائل الإعلام الأجنبية، أو صور جوية للدبابات والمواقع التي تعرضت للقصف، أو معلومات من الرعاة أو المارة العشوائيين. وعمل الجيش على مدار الساعة للعثور على المفقودين، وحتى يومنا هذا، وبعد مرور 50 عامًا على الحرب، لا تزال الجهود مستمرة لتحديد مكان دفن الأشخاص الستة عشر الذين لا يُعرف مكان دفنهم.
التعداد السكاني قبل الحرب مباشرة
كان حنان جورال من أوائل الذين أدركوا الحاجة إلى إنشاء وحدة لتحديد مواقع MIAs أو المفقودين، ففي بداية سبتمبر 1973، تم استدعاء جورال، الذي كان آنذاك ضابطًا مساعدًا في الكتيبة 68، للخدمة الاحتياطية. ويقول: "كان هناك شعور بأن شيئاً ما سيحدث".
وعندما احتشدت القوات قبل يوم الغفران لتعزيز المواقع الاستيطانية في قناة السويس، اتخذ جورال قرارًا لا يستطيع تفسيره حتى يومنا هذا، حيث أقنع نائب قائد الكتيبة بالتنقل بين البؤر الاستيطانية وإجراء نوع من التعداد السكاني، وقال: "حتى منتصف الليل، وبسبب ملل الصيام قليلاً، قمنا بإعداد لوحة كبيرة بأسماء الأشخاص".
اندلعت الحرب وتعرضت المواقع التي يتمركز فيها جنود الفوج لقصف كثيف من المصريين. وبعد 48 ساعة من بدء الهجمات، تم إرسال المقاتلين إلى منطقة القدس للحفاظ على خط على الحدود مع الأردن، ويقول جورال: "في هذه المرحلة، افتقدت 120 شخصًا لا أعرف مكانهم". وأضاف "اتخذت قرارا بأنني لن أذهب مع القوات ولكن سأفتح غرفة حرب في مكاتب الكتيبة وأحاول تقديم إجابات للعائلات".
وتابعت: "بعد يوم واحد أدركت أن هذه لم تكن عملية بسيطة، قمت بتجنيد اثنين من طاقم التلفزيون من الصحافة الأجنبية واثنين من المصورين وقمنا بإنشاء نموذج لمركز تحديد هوية الأشخاص المفقودين، تلقينا مقاطع فيديو من جميع الشبكات الأجنبية مع صور السجناء، وكان البعض يستمع إلى الأوامر التي صاح بها السجناء".
وبعد شهر كان فيه جورال ورجاله هم الوحيدون الذين شاركوا في تحديد مواقع MIA، أنشأ الجيش الإسرائيلي مركزًا رئيسيًا في تل أبيب، بناءً على نموذج جورال، لقد كان يسمى "قبو الدموع" فهو المكان الذي توافد فيه عائلات المفقودين لمشاهدة التقارير المصورة من وسائل الإعلام الأجنبية على أمل العثور على معلومات عن ذويهم.