تامر شوقى يكشف التأثيرات السلبية النفسية لضرب الطلاب بالمدارس
قال الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، إن مقترح عودة الضرب في المدارس كوسيلة لعقاب الطلاب وتقويم سلوكهم، وكوسيلة لاستعادة المعلم لهيبته، مرفوض من المنظور التربوي والنفسي لعدة أسباب:
١• التأثيرات السلبية النفسية للضرب على الطالب مثل فقدان الثقة بالنفس لدى الطالب ، وانخفاض تقديره لذاته، واهتزاز ثقته في الآخرين.
٢• إن المعلم يمثل القدوة بالنسبة للطالب وبالتالي فإن مجرد مسك المعلم العصا للتلويح بعقاب الطالب يجعل الطالب يقلده وبالتالي يمسك العصا ويهدد بها اشقائه الأصغر منه وزملائه.
٣• إن الضرب يولد العنف لدى الطالب ويجعله لديه اتجاهات تتسم بالعداء تجاه الأخرين والمجتمع.
٤• استخدام الضرب في الصفوف الأولى من التعليم قد يولد لدى الطفل اتجاهات سلبية نحو التعليم، كما قد يولد لديه صعوبات تعلم قد تؤدى الى تسربه الدراسي، أما استخدامه مع الطلاب في الثانوية فقد يعرض المعلم الى العنف والاعتداء من جانب الطالب.
٥• من الصعب تحديد مستوى المخالفة التي تستحق الضرب عليها، وتلك التي لا تستحق، كما من الصعب على المعلم الذي يستخدم الضرب التحكم في نفسه أثناء توقيع تلك العقوبة وبالتالي قد يؤذى الطالب جسديا.
٦• لائحة الانضباط المدرسي استبعدت تماما استخدام لفظ العقاب، فما بالنا بالضرب، وهى تتضمن إجراءات فعالة تربويا لعلاج السلوك المخالف.
٧• يمكن تقليل المخالفات التي يقوم بها الطلاب إلى أقل حد ممكن من خلال تحويل المدرسة إلى بيئة جاذبة للطلاب.
٨• بعض المخالفات التي يقوم بها الطلاب لا يجدي معها استخدام العقاب وخاصة عندما ترجع تلك المخالفات الي قصور في النواحي الفسيولوجية والعصبية لديهم مثل فرط النشاط وبالتالي الأولى هنا معالجة هذه المشكلة لدى الطالب فسيولوجيا وعصبيا،. كما قد ترجع بعض المخالفات التي يقوم بها الطالب إلى أسباب خارجة عن إرادته فمثلا عدم أدائه الواجبات قد لا يرجع الى كسله بل يرجع إلى عوامل مثل مرضه، وبالتالي لا بد من التعرف على تلك الأسباب قبل توقيع أي عقاب والتعامل معها .
٩• يتضمن العقاب أساليب أكثر جدوى من الضرب من أهمها حرمان الطفل من الأشياء المحببة له مثل عدم القيام بنشاط محبب لديه أو حرمانه من رحلة، أو عقابه المعنوي من خلال خصم درجات منه أو لومه وتوبيخه.
١٠• إن التربية تهدف إلى تنمية شخصية الطالب من كل النواحي المعرفية والوجدانية والشخصية على نحو متكامل واستخدام الضرب قد يؤذى الطفل بشدة من النواحي الوجدانية والشخصية.
١١• استعادة المعلم هيبته يمكن تحقيقها من خلال تمكنه من مادته العلمية، وتأهيله تربويا ونفسيا، ومنحه سلطات أكبر في التعامل مع الطلاب، وحمايته وتحصينه من أى تجاوزات عليه سواء من الطلاب أو أولياء أمورهم.
خبير تربوي: لابد من معرفة أسباب المخالفات التي يرتكبها الطلاب
وأضاف الخبير التربوي، قائلا: "وفي كل الأحوال لابد من معرفة أسباب المخالفات التي يرتكبها الطلاب والتعامل معها بشكل تربوي ونفسي سليم حتى لا يعود الطالب إلى ارتكابها مرة أخرى، فالمخالفات هي مجرد أعراض لأمراض ولا بد من معالجة الأمراض، وبالتالي ستختفي الأعراض.
كانت قد قدمت النائبة أمال عبد الحميد، عضو مجلس النواب، مقترحا، بعودة إقرار العصا كأسلوب عقاب في المدارس بحجة تدهور سلوكيات الطلاب، قائلاً: "اللي عندهم مرض نفسي وهم كبار وغير قابل للعلاج بيكونوا تعرضوا للضرب وهما صغيرين".