بعد لقاء السيسى ولى شى.. كيف تتعاون مصر والصين فى مبادرة "الحزام والطريق"؟
بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، في القاهرة مع وفد صيني رفيع المستوى، برئاسة "لي شي" عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، العلاقات الثنائية بين مصر والصين بجانب تبادل وجهات النظر بشأن سبل حفظ السلم والأمن الدوليين.
وفي هذا الإطار قالت الدكتورة نادية حلمى الخبيرة فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنى سويف، إن زيارة المسئول الصينى "لى شى" إلى القاهرة، تأتي تتويجاً لمسيرة الجهود الصينية المصرية المشتركة لتحقيق نتائج إيجابية عديدة بشأن "البناء المشترك للحزام والطريق".
أهمية التنسيق بين مصر والصين في مبادرة طريق الحرير
وأوضحت نادية حلمي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن العلاقات الصينية المصرية أصبحت نموذجاً للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الصين ومصر وبين الدول العربية والإفريقية والدول النامية تحت قيادة رئيسي البلدين.
وتابعت: "كما جاء تأكيد الجانب الصيني على استعداد الصين للعمل مع الجانب المصري على تنفيذ التوافقات التي توصل إليها رئيسا البلدين "السيسي وشى جين بينج"، بصورة جيدة وترسيخ الثقة المتبادلة على الصعيد السياسي وتعزيز المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر ٢٠٣٠".
وأشارت أستاذة العلوم السياسية إلى أن الرئيس السيسي يؤكد دوماً رغبة مصر في التعلم من خبرة الصين الناجحة في التنمية ومواءمة خطة التنمية بها مع مبادرة الحزام والطريق، وتعميق التعاون الثنائي في نطاق واسع من المجالات. فضلاً عن حرص الرئيس السيسي على حضور منتديات الحزام والطريق للتعاون الدولي، وهو الأمر الذي يعكس رغبة مصر في المشاركة بنشاط في البناء المشترك للحزام والطريق، والذي يمثل أيضاً صوتاً مشتركاً للدول الأفريقية لتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة.
وتابعت "نجحت مصر والصين فى دمج شبكة الطرق والمواني المصرية ضمن مبادرة الحزام والطريق، وهو الأمر الذى دفع لتطوير وتشغيل المنطقة الصناعية فى العين السخنة قرب قناة السويس، وتسمى منطقة تيدا الصناعية الصينية".
واعتبرت نادية حلمي أن اللقاءات المشتركة بين الوفود رفيعة المستوى بين مصر والصين، تنبع من اهتمام مصر بمبادرة الحزام والطريق الصينية ومشروعاتها بالقاهرة، حيث تتناول المبادرة الصينية قطاعات ومجالات حيوية ذات أولوية بالنسبة لمصر في إطار رؤية مصر ٢٠٣٠ لذا تأتى زيارات الرئيس السيسي الصين، والتى وصلت إلى 6 زيارات خلال 5 سنوات، مما يدل على الجهد الحثيث للرئيس السيسي والدبلوماسية العملية والرئاسية لمصر.
وتابعت "جنت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر ثماراً كبيرة، حيث احتضنت أكثر من ٧٧ شركة باستثمارات ضخمة تتجاوز مليار دولار. كما ساهمت المنطقة التى أنشأتها شركة تيدا الصينية تحقيق نحو ٣٠ ألف فرصة عمل غير مباشرة للمصريين".
وأوضحت حلمي أن مبادرة الحزام والطريق تختلف عن التكتلات الاقتصادية الأخرى حيث أنها الأولى من نوعها التي تربط التجارة بالتنمية كما أن مصر شريك مهم في بناء "الحزام والطريق" كما أن الجانب الصيني حريص على تعزيز المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر ٢٠٣٠.