فى حفل مناقشة روايته.. أشرف العشماوى: الفن يروى التاريخ الحقيقى
شهد مبنى قنصلية بوسط البلد، مساء السبت، حفل إطلاق ومناقشة رواية "السرعة القصوى صفر" للروائي أشرف العشماوي، وهي الرواية الصادرة حديثًا عن "الدار المصرية اللبنانية".
وشهدت الندوة حضور الروائي أشرف العشماوي، والناشر محمد رشاد، وأدارات الحوار الإعلامية منى سراج بحضور العديد من المثقفين منهم إبراهيم عبد المجيد وخالد منتصر والدكتور محمد عفيفي.
التعاون مع الناشر
في حديثه، أثنى الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، على الروائي أشرف العشماوي لتعاونه مع الناشر كي يخرج العمل في أفضل صورة له، منوهًا بأن العشماوي يهتم دائمًا بسماع الآراء المختلفة حول عمله، ولا يتعالى على آراء الناشر، كما أنه يضع نجاح العمل ووصوله للقراء أولوية تفوق أي اهتمام بالتفاصيل الأخرى.
أفكار كبرى
من جانبه، تحدث أشرف العشماوي عن وجود أفكار كبرى تشغله في كل كتابة مثل العدل والظلم والقهر المؤثرين على مسار الحياة الإنسانية، ولكن المهم بالنسبة إليه أن يجد الطريقة المثلى والشكل الأنسب للكتابة عما يشغله.
ونوه العشماوي بأن القصدية في أي فن تفسده، وبالتالي فهو أكثر ميلًا لمنح مساحة لما يتولد لديه من إحساس بفكرة تلح عليه، وهو ما يشكل من تلقاء ذاته عالم الرواية والشخصيات، ويبلور الحكاية التي تصاغ من خلالها الفكرة.
التاريخ الحقيقي
وقال العشماوي إنه يعتقد دائمًا بأن الفن يروي السردية الحقيقية للتاريخ على عكس الرواية الرسمية للتاريخ والتي تحددها السلطة بكل زمان، ومن ثم يأتي انشغاله بالكتابة عن التاريخ لأهمية السردية الروائية في كشف جوانب مغايرة ولما يمنحه التعاطي مع التاريخ من دلالات تتماس مع الواقع.
وأوضح العشماوي أن الرواية تتعرض لفترة تحولات جذرية بالمجتمع المصري تمتد من عام 1937 إلى عام 1967.
التشويق في الرواية
وأشار العشماوي إلى أن الحكاية في الرواية بما تتضمنه من عناصر تشويقية مهمة جدا بالنسبة للرواية كي تصل إلى القارئ بشكل ملائم، فهي الطبقة الأولى التي ينفذ من خلالها كل قارئ إلى لب العمل، مشددًا على أهمية التشويق في كتابة الرواية ومعتبرًا أن الرواية لعب في منتهى الجدية، وكذب في منتهى الصدق.
وتحكي الرواية، حسبما بينت دار النشر، “قصة أسرة مصرية عاشت في حي جاردن سيتي بالقاهرة قبل ثورة يوليو بسنوات طويلة وعانت بعدها أعوامًا كثيرة، أحداث غريبة وشخصيات مُركبة تشابكت مصائرها حتى النهاية، وما بين الحقيقة والخيال يسرد العشماوي خيوط الحكاية وينسج فصولها على مهل، يروي لنا قصص الطفولة والغرام والمغامرة والهروب والجريمة والمؤامرة وصراعات السياسة مع السُّلطة الدينية على مقعد وحيد من خلال تصوير دقيق لمجتمع غربت شمسه منذ سنوات بعيدة لكن دفئها لم يبرد بعد”.
وهي رواية تشبه جذع شجرة عجوز يضرب بجذوره في أرض التاريخ، راح المؤلف يدق عليه بمعول خفيف، لتتشكل منه شخصيات روايته وتتدفق حكاياتها وتُرسم صُورها وتتحرك أحداثُها في مشهدية عالية بأصوات أبطالها الأربعة، وعلى هامش من مقاطع الإذاعة المصرية عبر ثلاثين عامًا، حتى يصل بك إلى النهاية لتفاجَأ أن القصة لم تبدأ بعد، وأن كل ما فات ربما كان مجرد مقدمة، وأن بقية أحداثها لا تزال مستمرة.