برًا وبحرًا وجوًا.. ملحمة مصرية جديدة لإغاثة الأشقاء فى ليبيا بعد "دانيال"
منذ اللحظة الأولى لتعرض ليبيا في 11 سبتمبر الجاري، للعاصفة دانيال، التي خلفت آلاف الضحايا، كان هناك تحرك من مصر، بمختلف أجهزتها، بتوجيهات من القيادة السياسية، لدعم الأشقاء، برًا وبحرًا وجوًا، رغم الصعوبات البالغة في الوصول إلى المناطق المنكوبة خاصة في مدينة درنة.
وحركت مصر جسرًا بريًا عبر الحدود إلى مدينة درنة الأكثر تضررًا، سبقه توجه قيادات من القوات المسلحة والجهات المعنية، إلى ليبيا؛ من أجل تسريع وصول المساعدات وضمان فعاليتها وإنقاذ أكبر قدر من المحاصرين في وقت قياسي.
تفاصيل المساعدات المصرية لليبيا
ومع تدفق المساعدات البرية المحملة بالأغذية والأدوية وأدوات الإنقاذ اللازمة، سيرت مصر جسرًا جويا دام لأيام يحمل كافة أوجه المساعدات اللازمة وطواقم الإنقاذ المتخصصة والفرق الطبية من أجل سرعة احتواء الكارثة فكانت مصر أول من وصل إلى ليبيا لأغاثة الأشقاء، رغم ظروف الطقس السيئة التي تمثل خطرا كبيرا على أرواح فرق الإنقاذ، وكذلك إعاقة وصول المساعدات.
وكان لسلاح الجو المصري دورا بارزا في سرعة الاستجابة وإنقاذ المحاصرين وتقديم الدعم لهم عبر نقل المساعدات العاجلة سواء الغذائية أو الطبية اللازمة، بجانب المشاركة في عمليات انتشال جثث الضحايا وتسليمها إلى ذويهم.
وفي يوم 12 سبتمبر، أقلعت 3 طائرات نقل عسكرية محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن الأدوية والمستلزمات الطبية وأطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة، ومجموعات عمل من الهلال الأحمر، من المطارات المصرية؛ للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ ومساعدة ليبيا في هذه الفاجعة.
وبالتزامن مع ذلك تحركت السفن المصرية إلى موانئ ليبيا، على رأسها حاملة المروحيات جمال عبدالناصر وعلى متنها كل أوجه المساعدات، بجانب تحويلها إلى مستشفى ميداني لتقديم الدعم للمصابين جراء الكارثة، وكذلك تسهيل عمليات انتشال جثث الضحايا من البحر الذي ابتلع الآلاف من الضحايا.
ولم تكتف مصر بهذا، بل دشنت القوات المسلحة على الفور معسكر إغاثة بمنطقة مرتوبة والتي تقع إلى الجنوب من درنة بحوالي 27 كم، وذلك لتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية والإنسانية للمتضررين جراء فاجعة السيول والفيضانات التي محت أكثر من ربع درنة من على الخريطة.