"القومى للبحوث": ننفذ مشروعات لرصد ومكافحة الأمراض الفيروسية بالحيوانات
كشف أستاذ الأمراض المعدية بمعهد البحوث البيطرية بالمركز القومي للبحوث، الدكتور أحمد علام، عن تنفيذ المعهد حاليا العديد من المشروعات البحثية لرصد ومتابعة ومكافحة الأمراض الفيروسية في الحيوانات بدعم من المركز.
وأشار الأستاذ بمركز البحوث، إلى أن ذلك في إطار خطته البحثية لدعم المشروعات البحثية التي تخدم أهداف الدولة، وتلبي احتياجات الشعب المصري وتسهم في تسخير الأبحاث العلمية للتغلب على المشكلات التي يواجهها.
وقال علام - في تصريحات اليوم - إن من أبرز المشروعات التي يعمل عليها قسم الطفيليات وأمراض الحيوان بالمركز حاليا مشروعا عن مرض "الجلد العقدي" lumpy skin disease" والذي يستهدف تتبع هذا المرض في ناقلات الأمراض مثل "البعوض والقراد"، وفي الحيوان أيضا، للتعرف على طبيعته البيئية لمكافحته بطرق علمية سليمة، ومن المقرر نشر نتائج هذا المشروع عند الانتهاء منه خلال العام الحالي في إحدى المجلات العلمية العالمية.
وعن أهم الأمراض الفيروسية في حيوانات المزرعة بمصر، أوضح أستاذ الأمراض المعدية، أنها تنقسم إلى أمراض شائعة متوطنة مثل "الحمى القلاعية FMD" و"الجلد العقدي" وحمى "الثلاثة أيام"، وأمراض ناشئة تظهر في أوقات محددة ولا تستمر لفترات طويلة مثل الوبائيات "حمى الوادي المتصدع"، وأمراض أخرى تنتقل عن طريق النواقل البيولوجية "البعوض والقراد" مثل مرض "الجلد العقدي" وحمى "الثلاثة أيام".
وبالنسبة لخطة الشعبة لمتابعة ورصد تلك الفيروسات في الحيوانات، أكد الدكتور أحمد علام، أن علماء وباحثي المركز على تواصل مستمر مع الجهات المسئولة في الدولة عن عمليات الرصد والتتبع والتشخيص والعلاج، إلى جانب متابعة أحدث الأبحاث والدراسات على مستوى العالم لرصد ومكافحة الأمراض الفيروسية في الحيوانات، ويتم رفع النتائج التي تم التوصل إليها إلى الجهات المعنية مثل وزارة الزراعة، والهيئة العامة للخدمات البيطرية وغيرها .
ولفت إلى أنه من ضمن إستراتيجية خطة الشعبة لرصد الأمراض المتوطنة في الحيوانات إطلاق القوافل البيطرية العلاجية بصفة دائمة ومستمرة في جميع أنحاء الجمهورية وأخذ عينات منها، لاتخاذ الإجراءات الاستباقية لمجابهة انتشار أي أمراض.
ونوه بأنه يتم العمل حاليا بمعهد البحوث البيطرية بالمركز على تطوير أساليب التشخيص "بي سي ار" بشكل دقيق وسريع وغير مكلف من خلال مشروعات التعاون الدولي، والتدريب على تلك الأساليب الجديدة.
ولفت إلى أن معهد البحوث البيطرية بالمركز به أقوى المعامل البحثية المتخصصة في تشخيص الفيروسات، والذي يساعد العلماء وشباب الباحثين في إجراء أبحاثهم وتجاربهم التي تدعم مقاومة هذه الأمراض.
وعن تأثير التغيرات المناخية على انتشار الفيروسات المسببة للأمراض في الحيوانات، قال علام إن التغيرات المناخية لها تأثيرات كبيرة على انتشار تلك الأمراض، فكثافة سقوط الأمطار أو انعدامها وتغير اتجاهات الرياح وارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة بشكل غير مسبوق لفترات زمنية طويلة غير معتادة يؤثر بشكل مباشر على النظام البيئي لجميع الكائنات الحية ومنها الطفيليات والفيروسات المسببة للأمراض في الحيوانات.
العوامل المناخية تؤثر على معدلات انتشار الطفيليات أحادية الخلية
وأضاف أن جميع تلك العوامل المناخية تؤثر على معدلات انتشار الطفيليات أحادية الخلية التي تعيش داخل الحيوان، و"البعوض والقراد" ناقلات الأمراض مثل "حمى الدينج والوادي المتصدع" والتي يزيد انتشارها مع زيادة معدلات الرطوبة في الجو.
وأوضح أنه نتيجة لتلك العوامل بدأت الأمراض الفيروسية تنتشر في الحيوانات وتظهر في أوقات غير معتادة، فالأمراض التي كانت تظهر بدءا من شهر مايو أصبحت تظهر من شهر فبراير أو مارس نظرا لدفء الجو مبكرا، إلى جانب إعادة ظهور ونشاط بعض الفيروسات مرة أخرى.
وأعلن الدكتور أحمد علام تنظيم المعهد يوم الثلاثاء القادم ندوة علمية عن "الوضع الحالي للأمراض الفيروسية في حيوانات المزرعة ومكافحتها" تحت إشراف الدكتور حسام حسن عباس القائم بأعمال عميد المعهد وبحضور الدكتور صبحي عبد الشافي حسن رئيس قسم الطفيليات وأمراض الحيوان بالمعهد ورئيس الندوة والدكتورة دينا أبو السعود محمود بالقسم ومقرر الندوة ونخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف الهيئات والجامعات والمراكز والمعاهد البحثية المتخصصة.
وأوضح أنه سيلقي خلال فعاليات الندوة محاضرة عن الطرق الحديثة التي تستخدم في تشخيص الامراض الناشئة في الحيوانات مثل أمراض الجلد العقدي، الحمى القلاعية، وحمى الوادي المتصدع، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تصنيع الفاكسينات "اللقاحات" .
وأشار إلى أن الندوة تتضمن إلقاء عدة محاضرات، من أهمها المحاضرة التي سيلقيها الدكتور أكرم زكريا عبد الحق أستاذ الأمراض الفيروسية في معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية التابع لوزارة الزراعة، عن لقاحات "مرض الحمى القلاعية" وأحدث الطرق الحديثة في مكافحته.