لقاء نتنياهو بـ"إيلون ماسك".. ما أهميته؟ وكيف ستستفيد منه إسرائيل؟
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي يمتلك، شركة X (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، في سان خوسيه، كاليفورنيا، ضمن زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة التي بدأت مساء الأحد، حيث سيلقى نتنياهو خطاباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة القادمة.
الذكاء الاصطناعي
يهتم نتنياهو بشكل ملحوظ بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وجذب الاستثمارات الجديدة، وهي ضمن الأسباب التي تجعل لقاء نتنياهو بـ"ماسك" مهم لنتنياهو ولإسرائيل، حيث يستهدف نتنياهو جذب استثمارات جديدة لإسرائيل خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر “ماسك” رائداً فيه.
أثناء اللقاء قام نتنياهو بجولة مع ماسك في مصنع Tesla، بما في ذلك جولة في سيارة ذاتية القيادة، كما شارك في الاجتماع خبراء وقادة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقال "نتنياهو": "إيلون ماسك يمهد الطريق الذي سيغير وجه الإنسانية وأيضا وجه دولة إسرائيل. تحتاج إسرائيل إلى أن تكون رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. تماما كما حولناها إلى رائدة في مجال الفضاء السيبراني".
وحذر نتنياهو قائلاً: "إننا كبشر ربما ليس أمامنا سوى بضع سنوات للتكيف مع ثورة الذكاء الاصطناعي، ولست متأكدا من أننا [نقوم بالتغييرات اللازمة]".
وقال نتنياهو وهو يصف الفوائد الإيجابية للذكاء الاصطناعي: “إننا نقف عند منعطف بالنسبة للبشرية جمعاء حيث يتعين علينا الاختيار بين نعمة ونقمة”. وقال إن ذلك يشمل الطب الدقيق، والمصانع المستقلة، والروبوتات التي يمكنها العمل كمقدمي الرعاية، بالإضافة إلى طرق إنهاء ندرة الغذاء.
وأوضح نتنياهو أن المخاطر كبيرة أيضًا، وهي إن عصابات الجريمة يمكن أن تسيء استخدام التكنولوجيا كما تفعل الدول، لذلك قد تكون هناك حروب يقودها الذكاء الاصطناعي. وتابع أن الآلات يمكنها التحكم في البشر بدلاً من العكس، وقارن مسألة معالجة السيطرة على الذكاء الاصطناعي بأهمية احتواء الأسلحة النووية، موضحا أن هناك حاجة إلى مدونة سلوك لتنظيم ثورة الذكاء الاصطناعي مثل الاتفاقات التي تنظم الأنشطة النووية.
ودعا نتنياهو، الذي يدرس إنشاء مديرية للذكاء الاصطناعي، ماسك وخبراء آخرين إلى إسرائيل لمواصلة مناقشة الأمر.
مكافحة معاداة السامية
فيما تعرض الاجتماع بين نتنياهو وماسك لانتقادات حادة من قبل المنظمات اليهودية، التي ترى أن ماسك رجل أعمال مثير للمشاكل يقوم بإزالة القيود المفروضة على معاداة السامية على وسائل التواصل الاجتماعي.
جاء الاجتماع بين نتنياهو وماسك في ظل التوترات المتصاعدة بين "ماسك" ورابطة مكافحة التشهير (ADL)، أكبر منظمة يهودية تكافح معاداة السامية في أمريكا الشمالية، على خلفية انتقادات موجهة لـ"ماسك" بشأن عدم اتخاذه لإجراءات لمكافحة معاداة السامية على منصة "X". فيما تأتي محاولة نتنياهو إقناع ماسك أن يتخذ إجراءات لمكافحة معاداة السامية على منصة "X"، أحد الأسباب التي تجعل اللقاء هاماً لإسرائيل.
ولكن في 14 سبتمبر، غرد ماسك قائلاً إن المناقشة مع نتنياهو "تم التخطيط لها منذ عدة أسابيع وتتعلق بالذكاء الاصطناعي، وليس رابطة التشهير (ADL).
فيما علق ماسك أثناء اللقاء قائلاً: إنني ضد معاداة السامية "، لكنه أضاف ومع ذلك، قال " ماسك " إن قضيته هي حماية حرية التعبير، على الرغم من أنه أشار إلى أن إحدى الطرق لمراقبة الوضع هي البدء في فرض رسوم لاستخدام المنصة".
ولكن حتى هذه اللحظة لم تورد أنباء مؤكدة ما إذا كان نتنياهو قد وصل بالفعل إلى اتفاق مع "ماسك" حول مكافحة معاداة السامية، مع حقيقة أن نتنياهو رائدا في مكافحة معاداة السامية، وكثيرا ما يتحدث بقوة جميع أنحاء العالم، لكنفي الوقت نفسه، فإن براغماتيته السياسية والدبلوماسية جعلته، في بعض الأحيان، ينحاز إلى شخصيات انخرطت في خطابات تعتبر معادية للسامية، علاقته برئيس الوزراء المجري "فيكتور أوربان" كان أكبر مثال على ذلك.