"CNN": "دانيال" ترك ليبيا مدمرة وأمامها طريق طويل لتتعافى
تركت العاصفة دانيال ليبيا، البلد الذي يتصارع مع الانقسامات السياسية والأزمة الاقتصادية لأكثر من عقد من الزمان، في كارثة جديدة، في ظل قلة الموارد المخصصة للبحث والإنقاذ، ويحذر الخبراء من أن الشركاء في المجال الإنساني سيحتاجون إلى أكثر من 71 مليون دولار للاستجابة لاحتياجات المتضررين على الأرض على الرغم من المساعدات الضخمة التي قدمتها الدول إلى ليبيا وفي مقدمتها مصر، حسبما ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
صعوبات الوضع في ليبيا
ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، "يطلب الشركاء في المجال الإنساني 71.4 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحاً لـ 250 ألف شخص مستهدفين من بين 884 ألف شخص يقدر أنهم في حاجة إلى المساعدة، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة".
وقالت رولا أبو بكر، المتحدثة باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن المنظمة لا تزال تجمع البيانات من البعثة على الأرض لتحديد التكلفة الكاملة للأضرار.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن أكثر من 11300 شخص لقوا حتفهم في الفيضانات الكارثية التي ضربت ليبيا، ولا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية وفي الوقت نفسه، تقدر المنظمة الدولية للهجرة أن 40 ألف شخص قد نزحوا داخلياً في أعقاب العاصفة، وتواجه المراكز الطبية صعوبات في علاج المدنيين، كما أن المشارح لا تكفي لاستقبال الموتى.
وقال محمد الكوافي، المتطوع في الجيش الوطني الليبي في درنة "مهما رأيت من صور عن درنة، فإنك لم ترى شيئاً، لا نحتاج إلى الماء أو الطعام، نحن بحاجة إلى المزيد من فرق الإنقاذ المتخصصة وذات خبرة".
وأفادت الشبكة الأمريكية، أن العاصفة دانيال نادرة الحدوث تسببت في تدمير السدود في مدينة درنة الساحلية بشرق ليبيا وسوسة وبنغازي والبيضاء والعديد من المدن الأخرى، مخلفًا آثارًا قاتمة، حيث تحركت العاصفة فوق الأرض، ما أدى إلى فيضانات شديدة وأمطار غزيرة أدت إلى انهيار البنية التحتية والمنازل.
وتطورت العاصفة دانيال في أوائل سبتمبر فوق اليونان وتسببت في سقوط قتلى قبل أن تنتقل إلى تركيا وبلغاريا وعبر شمال إفريقيا.
وعلى الرغم من الانقسامات العميقة بين الشرق والغرب، فعندما يتعلق الأمر بالبحث والإنقاذ، قال محمد الكوافي إنه "يعمل مع جميع الوحدات الأمنية والفرق الطبية وفرق الإنقاذ كفريق واحد، اليوم نتعامل كدولة واحدة".
إعادة إعمار ليبيا
وعقد مصرف ليبيا المركزي اجتماعا طارئا يوم الخميس الماضي لبحث دعم المناطق المتضررة، وشارك البنك النتيجة على موقع X المعروف سابقا بتويتر، قائلاً في بيان: "توصلت اللجنة إلى عدد من التوصيات أهمها فتح حساب مصرفي لدى مصرف ليبيا المركزي مخصص لجمع التبرعات من البنوك التجارية"، تم تقسيم المؤسسة المالية في السابق إلى كيانين في عام 2014 لما يقرب من عقد من الزمن ولكن تم توحيدها في أغسطس.
ويواجه الاقتصاد الليبي منذ 2011 صعوبات اقتصادية بسبب اللامركزية، لكن احتياطيات البلاد الهائلة من النفط والغاز، والتي تعد الأكبر في إفريقيا، تظل المصدر الرئيسي للإيرادات، ورغم إغلاق الموانئ في البداية، إلا أن العاصفة لم تؤثر على إنتاج ليبيا، الذي يبلغ حوالي 1.2 مليون برميل يوميا، وتوقع البنك الدولي هذا العام زيادة محتملة في النمو الاقتصادي بمساعدة المساهمات النقدية إذا توقف الصراع.
ويقول جليل حرشاوي، المتخصص في الشؤون الليبية والزميل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن، إن طريق درنة إلى التعافي سيكون مكلفًا.
وتابع: "إن مبلغ 2.5 مليار دينار الذي خصصته سلطات طرابلس هو مبلغ كبير يجب تعبئته من ميزانية إعادة البناء، لكنه لا يزال لا شيء مقارنة بالأضرار التي حدثت، أعتقد أنه سيتعين عليك مضاعفة هذا الرقم ربما بـ 10 أو 20 مليار دينار لإعادة بناء جميع البلديات الأخرى".
وتشمل الدول الأخرى التي تعهدت بالدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومصر وقطر والأردن وتونس والكويت وتركيا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة.