تعرف على طقس احتفالات كنيسة الروم الأرثوذكس بعيد الصليب
أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الارثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية عن طقس احتفالات الروم الأرثوذكس بعيد الصليب، قال خلالها إنه تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد رفع الصليب الكريم المُحيِّ. بهذه المناسبة في نهاية القداس الإلهي يقام زياح الصليب، بأن يحمل الكاهن فوق رأسه صينية مفروشة بالورود والريحان وفي وسطها الصليب المقدس وتُغرس أمامه ثلاث شموع مضاءة.
تعرف على طقس احتفالات كنيسة الروم الأرثوذكس بعيد الصليب
ويصير طقس السجود للصليب الكريم بأن يحمل الكاهن الصينية بيديه ويطوف بها في الكنيسة بين المؤمنين، ثم يدور بها ثلاث مرات حول مائدة موضوعة أمام الباب الملوكي، بعدها يقف أمام كل طرف للمائدة وينحني بها تدريجيًا وببطء الى الأرض ثم يستقيم بها وينهض ببطء. ثم يضعها على المائدة ويبخرها، وترنم الجوقة: "خلّص يا ربّ شعبك وبارك ميراثك، وامنح عبيدك المؤمنين الغلبة على الشّرّير، واحفظ بقوّة صليبك جميع المختصّين بك".
وفي نهاية الخدمة يوزع الكاهن الريحان على المصلين، وهذه الخدمة الليتورجية تحمل معنى الشموع الثلاثة التي تتوسط صينية الريحان ترمز الى الأقانيم الثلاثة (الآب والابن والروح القدس)، وذلك يشير الى أن سر الفداء وتدبير الخلاص هو عمل ثالوثي، وقد تم استعلانه وتحقيقه في التاريخ بموت يسوع المسيح على الصليب.
وأن الطواف بالصليب في كل أرجاء الكنيسة يُشير إلى أن موت يسوع المسيح الخلاصي على الصليب يشمل البشرية كلها في كل زمان ومكان، والكرازة بموته وقيامته منتشرة في كل العالم. كما يُشير الى أن ذخائر عود الصليب المقدس موزعة وموجودة في كل أصقاع الأرض.
كما ان استعمال نبات الريحان يُشير الى ما يتناقله التراث الشعبي وحفظه التقليد الأرثوذكسي عن أن هذا النبات كان ينمو فوق الموضع الذي تم الحفر فيه حيث عُثر على عود الصليب المقدس. هذا الريحان النبات المقدس المعطر الذي أشار برائحته إلى الصليب، قد نبت من قطرات دم المسيح المقدس.
وتبخير الصليب الموضوع في الصينية والمحاط بالريحان يشير إلى تكريم الصليب، علامة قوة الله والانتصار حافظ كل المسكونة جمال الكنيسة ثبات المؤمنين جرح الشياطين، وتضرعًا إلى الله أن يتقبل الصلوات المرفوعة كرائحة البخور الزكية.
وايضا توزع الرياحين والزهور على المؤمنين لتذكروا أن يحملوا صليبهم بإيمان، وينشروا عِطرَ المسيح في حياتهم بأقوالهم وأعمالهم، كقول الرسول بولس: «لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ للهِ" وأن الصليب في حياتهم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقيامة والمجد، حيث أن الألم والموت مع المسيح يُزهران فرحًا وحياةً ومجدًا وقيامة.
يُعَد عيد رفع الصليب في العالم المسيحي من أهم الأعياد في الدورة الزمنية للكنيسة. حيث تبدء الفترة الشتوية، بإعداد الفلاحين البذور التي ستُخصب الأرض في العام الجديد. فيأخذ كل مزارع بعض من البذور التي سيبذر بها الأرض إلى الكنيسة، ويباركها الكاهن بالصلاة عليها، بقوله: "لتنبت الأرض فتعطي البذور، ومن البذور خبزًا ليُأكل".