ليبيا بين لعنتي المناخ والحرب (تقرير)
قالت مجلة “Nature” نيتشر العلمية والتي تصدر من بريطانيا، إن تغير المناخ والحرب الأهلية والعقوبات الدولية التي تم فرضها على ليبيا، تسببت في تفاقم أزمة إعصار دانيال وخاصة في مدينة درنة، مؤكدة أن تغير المناخ أدى إلى تكثيف الموت والدمار.
تأثير تغييرات المناخ على ليبيا
وأوضحت المجلة في تقرير لها أن هناك مخاوف من أن يكون 20 ألف شخص لقوا حتفهم في ليبيا في الفيضانات المدمرة التي بدأت في 11 سبتمبر الجاري، ومن المرجح أن يرتفع العدد الرسمي للقتلى الذي يتجاوز 5000 شخص، كما أن هناك ما لا يقل عن 10000 شخص آخرين في عداد المفقودين حيث انهار سدان، مما أدى إلى إطلاق نحو 30 مليون متر مكعب من المياه في مدينة درنة كما تأثرت بلدات ومدن أخرى.
وكان السبب المباشر في الأزمة هطول الأمطار الغزيرة، حيث عادل هطول الأمطار في هذا اليوم عام كامل من الأمطار تسقط على المدينة، حيث سجلت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، ومقرها جنيف، سويسرا، أن العديد من المناطق في ليبيا تتلقى ما بين 150 إلى 240 ملم من الأمطار، فيما سجلت مدينة البيضاء 414.1 ملم خلال 24 ساعة فقط وهو رقم قياسي وفي المتوسط، تتلقى درنة 274 ملم من الأمطار سنوياً.
وقال الباحثون في مجلة Nature إن تغير المناخ جنبًا إلى جنب مع آثار الحرب الأهلية وأزمة الحكم اللاحقة أدت إلى تفاقم الكارثة حيث يقول مارك زيتون، المدير العام لمركز أبحاث جنيف ووتر هاب: "إنها لعنة الحرب والطقس".
دانيال تدمير ليبيا
ويقول المتخصصون في الفيضانات إن هطول الأمطار كان شديدًا على نحو غير معتاد، وربما أدى تغير المناخ إلى تكثيفه بسبب العاصفة دانيال، وأفادت التقارير أن المركز الوطني للأرصاد الجوية في طرابلس أصدر تحذيرات من عاصفة شديدة قبل 72 ساعة من ضرب العاصفة دانيال ليبيا، وأخطر جميع السلطات الحكومية وحث على اتخاذ تدابير وقائية وتم إعلان حالة الطوارئ في شرق ليبيا، لكن ذلك لم يُترجم إلى استجابة طارئة ناجحة.
أحداث مناخية غير مسبوقة
ويقول عالم الجيولوجيا جاسبر نايت من جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، إن هطول الأمطار والفيضانات لم يسبق له مثيل في ليبيا.
وتابع أن البلاد محمية من العواصف الأطلسية بجبال الأطلس إلى الغرب، لذا فإن المصدر الرئيسي للطقس هو البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن ساحل ليبيا على البحر الأبيض المتوسط هادىء نسبيًا، لكنه لم يشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة منذ عقود.