بعد "دانيال".. لقطات مفزعة بالقمر الصناعى تُظهر اختفاء معظم أحياء درنة فى ليبيا
ما بين عشية وضحاها أزالت العاصفة دانيال معظم أحياء وشوارع مدينة درنة في ليبيا وكأنها لم تكن، لتكشف لقطات مفزعة للقمر الصناعي عن حجم الكارثة الكبرى التي تشهدها البلاد.
وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه لا يزال حجم الكارثة في ليبيا غير واضح بعد أيام من انهيار سدين كارثيين يوم الأحد، حيث أكد مسئول محلي مساء أمس الثلاثاء، أن عدد القتلى تجاوز الآن 5300 شخص.
السيل الهائج يمحي ملامح المدينة الساحلية
بينما قال الصليب الأحمر إن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص في عداد المفقودين بعد الفيضانات الكارثية في مدينة درنة الساحلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وحذر المسئولون المحليون من أن العديد ممن لم يتم العثور عليهم بعد من المحتمل أن يكونوا قد لقوا حتفهم.
وأوضحت الصحيفة أن السيل الهائج من المياه ذات اللون البني الطيني جرف العديد من الجسور الرئيسية، في حين انهار العديد من المباني متعددة الطوابق في المدينة على ضفاف مجرى النهر.
وقال طارق الخراز، ممثل حكومة شرق ليبيا، إن أحياء بأكملها جرفتها المياه، كما جرفت العديد من الجثث إلى البحر.
وأوضحت الصحيفة أن المدينة الساحلة، التي يبلغ عدد سكانها 89 ألف نسمة، يقسمها نهر وادي درنة، وهو نهر موسمي يتدفق من المرتفعات جنوبًا، وعادةً ما تكون المدينة محمية من الفيضانات بواسطة السدود، ولكن تُظهر صور الأقمار الصناعية حجم الدمار بعد انهيار أحد السدود، يوم الأحد.
وأكدت الصحيفة أن ليبيا تعاني من بنية تحتية سيئة للغاية، حيث شهدت سنوات من الحرب والفوضى والانقسامات بعد الانتفاضة الشعبية في عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي، وتنقسم البلاد بين حكومتين إحداهما في الغرب أقالها البرلمان، والأخرى في الشرق التي عينها البرلمان، ومسئولة عن المدن المنكوبة بالكارثة.
وتابعت أن الاستثمار في الطرق والخدمات العامة والبنية التحتية تضاءل بصورة كبيرة، وكان هناك حد أدنى من التنظيم للبناء الخاص.
وأضافت أن مناطق أخرى قريبة من درنة تأثرت بشدة من العاصفة وآثارها، بما في ذلك مدينة البيضاء، حيث تم الإبلاغ عن مقتل حوالي 50 شخصًا، بالإضافة إلى بلدة المرج، حيث تظهر الصور قبل وبعد الفيضانات حجم الأضرار التي لحقت بالحقول والأراضي الزراعية.