مخاوف من مجاعات ومذابح.. هل تنجح الجهود الدولية في احتواء الأزمة بإقليم قره باغ؟
تحذيرات دولية من كارثة إنسانية في إقليم قره باغ في أذربيجان، بعد استمرار إغلاق أذربيجان ممر لاتشين الممر الحيوي الرابط بين أرمينيا وإقليم قره باغ، وأطلقت دعوات دولية لإعادة فتح الممر، للسماح بمرور الإمدادات والسلع، بعد خلو الأرفف في المحال من أي سلع غذائية، بينما ادعت أذربيجان أن الإغلاق يرجع لأسباب أمنية.
مخاوف من وقوع مجاعة في قره باغ
الدكتورة أراكس باشايان المتخصصة في دراسات الشرق الأوسط، قالت إن أذربيجان أطلقت حملة لغلق ممر لاتشين بشكل غير قانوني، ووضعت حواجز حول إقليم قره باغ.
وأضافت خلال مداخلة عبر سكايب مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا سبب عجزًا في إمدادات المواد الغذائية، إضافة للتأثير على الخدمات مثل الكهرباء والمياه والاحتياجات الأساسية للحياة في الإقليم.
وأوضحت أن المحلات والمدارس أغلقت، ولا يوجد حرية للحركة في الشارع بين المواطنين، الذين يعانون أوضاعا إنسانية صعبة وربما يعاني شعب قره باغ من مجاعات أو مذابح تطهير خلال الأيام المقبلة.
بينما رأى عضو البرلمان الأذربيجاني تورال جانجالي، أن أذربيجان لها حق السيادة الكاملة على الطرق بممر لاتشين، وأنها تحاول الحفاظ على فاعلية الممر، لكن أرمينيا ترفض الإجراءات وتحاول صد أي إجراءات للمساعدة في تشغيل الممر.
صراع أذربيجان وأرمينيا ممتد منذ استقلالهما قبل ربع قرن
من ناحيته، قال الكاتب الصحفي بالأهرام إيهاب عمر، إن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان جيوسياسي وليس له علاقة بالنفط، وقد بدأ الصراع منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، واستقلال الدولتين، وظل الصراع في حالة ثبات نحو 25 عاما.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" أن العلاقات بين روسيا وأرمينيا توترت منذ 2018 بعد الثورة الأرمينية، واعتبرت روسيا النظام الأرميني الجديد مواليا للغرب.
وأوضح أن روسيا ليس في مصلحتها أن تحدث حربًا في منطقة القوقاز، على عكس الغرب الذي يريد أن يحاصر روسيا بحزام من الأزمات وحروب الجوار، وفي الوقت نفسه تسعى روسيا لتغيير ناعم داخل أرمينيا.
ولفت إلى أن تركيا تتحالف مع أذربيجان وتعتبرها شعبا تركيا، بينما إيران تتحالف مع أرمينيا لأن هناك أقلية أذرية في إيران، وتخشى طهران أن تزيد قوة أذربيجيان فتسعى تلك الأقلية للانفصال.
روسيا تلعب دورا كبيرا في حل أزمة قره باغ
قال المحلل السياسي ديمتري بريجع، إن روسيا تلعب دور الوساطة في ملف قره باغ، لكن هناك نوع من الانزعاج من تحركات أرمينيا، وهناك تصريحات من أعضاء مجلس الدوما الروسي فيما يخص السياسة الأرمينية، التي تتقارب مع السياتسة الأمريكية.
وأضاف خلال مداخلة عبر سكايب من موسكو مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" أن ملف قره باغ الذي لعبت روسيا وتركيا دورا مهما في الوساطة، عاد مرة أخرى بسبب المشاكل الحدودية، وتركيا تدخلت مع الجانب الأذربيجاني نتيجة العداء التاريخي بين تركيا وأرمينيا.
وأشار إلى أن العلاقات الروسية الأرمينية ليست في أفضل حال، رغم التصريحات أن أرمينيا حليف استراتيجي لروسيا، وحتى بعد التدريبات المشتركة بين أرمينيا والقوات الأمريكية أبدت روسيا حرصها على أن تظل أرمينيا حليفا استراتيجيا.
ولفت إلى أن الوساطة في الوقت الحالي قد لا تفيد، لكن في الوقت نفسه لا تريد روسيا أن ينفجر الوضع في القوقاز، بين اثنين من الحلفاء الاستراتيجيين لروسيا، التي تخوض حربا في الجهة الأخرى.