مدمرة.. أسوأ الزلازل التي ضربت دول عربية خلال العقود الماضية

تعيش المغرب حالة من الحزن والصدمة بعد الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة مراكش آسفي يوم الجمعة الماضي، وخلف أكثر من ألفي قتيل وجريح، وتشهد المنطقة المنكوبة عمليات إنقاذ مستمرة للبحث عن ناجين تحت ركام المباني المهدمة، في حين تتلقى السلطات المغربية تعازي ومساعدات من دول عربية وأجنبية. 

وقد أعلن الملك محمد السادس حداداً وطنياً لثلاثة أيام على ضحايا الزلزال، الذي يُعتبر الأسوأ في تاريخ المغرب منذ 63 عاماً، وشهدت المنطقة العربية خلال العقود الماضية عدة زلازل تتفاوت قوتها راح ضحيتها عشرات الآلاف.. فما هي أبرز الزلازل التي ضرب دول عربية خلال العقود الماضية.

زلزال القاهرة 1992

في 12 أكتوبر 1992، استيقظ سكان القاهرة على هزة أرضية قوية، استمرت لحوالي 30 ثانية، وأحدثت دمارًا هائلًا، كان زلزال بقوة 5.8 درجات على مقياس ريختر قد ضرب القاهرة ومحيطها، وأسفر عن مقتل 535 شخصاً، وإصابة نحو 6500 آخرين، بجانب تشريد حوالي 50 ألف شخص.

اقرا ايضًا: زلزال المغرب: سلطان عمان يصدر أمر بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات إغاثية لدعم المتضررين

وكان مركز الزلزال بالقرب من قرية دهشور بمحافظة الجيزة، التي تضم بعض المعالم الأثرية الشهيرة مثل هرم سنفرو وهرم خفرع، وقد شعر به سكان شمال مصر وجنوب فلسطين. ويعتبر هذا الزلزال الأكثر تدميرا في تاريخ القاهرة منذ عام 1847.
وتضررت من الزلزال العديد من المباني والآثار التاريخية في القاهرة، خاصة في المنطقة الإسلامية، التي تضم مساجد وقلاع وأسوار عمرها قرون، وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية مدى التشققات التي حدثت في سطح الأرض.

زلزال تركيا وسوريا

في 23 فبراير 2023، تعرضت تركيا وسوريا لزلزال عنيف ضرب المنطقة الحدودية بينهما، وأدى إلى مقتل نحو 60 ألف شخص في البلدين، وتشريد ملايين آخرين. كان زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر قد ضرب المنطقة، وأعقبه زلزال ثان بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية، وكان مركز الزلزال على مقربة من مدينة غازي عنتاب التركية.
وكان أغلب الضحايا في تركيا، حيث توفي أكثر من 50 ألف شخص، وأصيب نحو 100 ألف آخرين، وتظهر صور التقطتها الأقمار الصناعية مدى الدمار الذي لحق بالمدن التركية، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية.

اقرا ايضًا: آخر مستجدات زلزال المغرب| مقتل 4 فرنسيين وإصابة 15.. والجزائر تعرض خطة للمساعدة

وتضررت العديد من المباني والمستشفيات والمدارس والمساجد. كما انقطعت خدمات الماء والكهرباء والاتصالات عن ملايين السكان، وفي سوريا، قُتِل نحو 10 آلاف شخص، وأُصِيب نحو 20 ألف آخرين. وتضررت بشدة محافظة إدلب، كما تأثرت بعض المدن الأخرى مثل حلب وحماة وحمص.

زلزال أغادير 1960

كان هذا الزلزال أول كارثة طبيعية تصيب المغرب بعد استقلاله عام 1956. حدث في 29 فبراير 1960، بقوة 5.7 درجات على مقياس ريختر، ومركزه بالقرب من مدينة أغادير، التي كانت تعد ثاني أكبر مدينة في المغرب آنذاك. أدى الزلزال إلى انهيار معظم المباني في المدينة، ومقتل حوالي 15 ألف شخص، ما يمثل ثلث سكانها. كما أصيب وشُرد نحو 35 ألف شخص، وتقدر الخسائر المادية بـ290 مليون دولار. وبعد الزلزال، تم إعلان حالة الطوارئ في المدينة، وتم إجلاء السكان إلى مناطق أخرى. كما تلقى المغرب مساعدات دولية من فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وغيرها. وقد أعيد بناء المدينة بشكل جديد، مع احتفاظ بعض المواقع الأثرية بشكلها الأصلي كشاهد على الحادثة.

زلزال الشلف 1980

كان هذا الزلزال أحد أسوأ الكوارث التي ضربت الجزائر في تاريخها. حدث في 10 أكتوبر 1980، بقوة 7.3 درجات على مقياس ريختر، ومركزه في مدينة الشلف شمال غرب البلاد. تسبب الزلزال في انهيار عشرات الآلاف من المنازل والمؤسسات العامة والخاصة، ومقتل 2633 شخصاً، وإصابة 8369 آخرين. كما تأثر نحو 6 ملايين شخص بالزلزال، من حيث فقدان المأوى أو التضرر من انقطاع الماء والكهرباء والاتصالات. وفي أعقاب الزلزال، تم إطلاق حملة إغاثة وطنية ودولية لمساعدة المتضررين، وتم تشكيل لجان لإعادة الإعمار والتخطيط.

زلزال المرج 1963

كان هذا الزلزال أحد أقوى الزلازل التي شهدتها ليبيا في تاريخها. حدث في 21 فبراير 1963، بقوة 6.5 درجات على مقياس ريختر، ومركزه في منطقة المرج شرق بنغازي. أحدث الزلزال دماراً كبيراً في المدينة، التي كانت تضم نحو 100 ألف نسمة آنذاك. قُتِل نحو 243 شخصًا، وأُصِيب المئات بجروح متفاوتة. كما انهارت عشرات المباني والجسور والطرق. وفي أعقاب الزلزال، تم إعادة بناء المدينة بشكل جديد، مع احتفاظ بعض المواقع التاريخية بشكلها الأصلي.