"الدستور" ترصد معاناة أولياء الأمور بعد ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية
قبل بدء موسم الدراسة بشهر أو شهرين على الأكثر، اعتادت الكثير من الأسر على إلحاق أطفالهم بالدروس الخصوصية تمهيدًا للدراسة سواء كان ذلك بمختلف سناتر الدروس الخصوصية أو بالمنازل.
كان الأمر أقرب للطبيعي عندما بدأت مروة.ع، رحلة الدروس الخصوصية مع طفلها عمر منذ أن كان في مرحلة "الكي جي"، وحتى وصل إلى الصف الثالث الابتدائي.
تقول مروة إن الزيادة التي يضيفها المدرسين كل عام كانت طبيعية، حتى هذا العام والذي تضاعفت فيه أجور المعلمين بشكل كبير، وما يزيد الأمر سوء هو أن هذه الزيادة تقابلها زيادات أخرى في كافة سُبل الحياة.
على مضض، وافقت مروة على الزيادة التي أقرها المدرسين هذا العام، والتي تخطت حاجز الـ 600 جنيه شهريًا في المادة الواحدة مقابل حصتين في الأسبوع، وهو الأمر الذي وصفته بالمبالغ فيه، خاصة إذا ما تمت مقارنتها بالدخول المتوسطة لأهالي القرية التي تسكن بها.
إلى أي حد أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على قضية الأمية؟
مروة ليست الأم الوحيدة التي تعاني جراء هذا الارتفاع، فهناك عدد كبير من الأباء والأمهات يعانون المشكلة ذاتها، ولكن ردود أفعالها حيال هذا الأمر كانت مختلفة ومنها:
إبراهيم عوضين، أب لثلاث فتيات، بين المرحلة الابتدائية والاعدادية، كان للجرائم التي يسمع عنها في كل يوم وليلة أثر كبير في قراره بأن يقدم جميع الدروس في كافة المواد لفتياته بالمنزل أمام عينيه، حتى لا يعرضهم إلى الخطر القائم طوال الوقت بالخارج من وجهة نظره.
يقول عوضين، لـ"الدستور"، إنه يعمل في قطاع الصحة، بإحدى الجهات التابعة لوزارة الصحة والسكان، وراتبه كان يكيفه بالكاد؛ لذلك لم يستطع الصمود طويلًا أمام كل هذه الارتفاعات في أسعار كل شيء من حوله.
أول القرارات التي اتخدها الأب الثلاثيني، هو التوقف فورًا عن منح فتياته الثلاثه دروسً خصوصية، وتوفير هذه الأموال لاستخدامها في أشياء أخرى ضرورية يحتاج إليها المنزل والفتيات، وقرر أن يتم تقسيم المواد التي يتلقاها الأولاد بينه وبين زوجته، يذاكر هو مع فتياته مواد الرياضة والعلوم وتتولي الأم تدريس باقي المواد.
حيلة أخرى لجأت إليها نجلاء حسين بعد ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية وهي اللجوء إلى دروس "يوتيوب" كحل بديل ذلك لأنها لم تكمل تعمليها الثانوي، ولن تتمكن من مساعدة أولادها وفي الوقت ذاته، لم تعد تسطيع تكبد عناء الاستمرار في تقديم الدروس الخاصة لأولادها.
افتتاح مدرسة سنور للتعليم المجتمعي ضمن مشروع "قرية متعلمة"
لم تستطع نجلاء أن تجزم لـ"الدستور" مدى نجاح هذه التجربة من عدمه، فإنها لم تكمل الشهر في البدء فيها بعد، لكنها كلما تسأل أولادها عن رأيهم في التجربة، يخبروها بأن كل شيء على ما يرام، وفي النهاية هي لا تدري إن كان هذا الأمر هربًا من المسؤولية أم أن التجربة آتت ثمارها بالفعل، وفي النهاية تنظر الأم نتيجة الفصل الدراسي الأول لتنظر هل نجحت التجربة بالفعل أم أنه لا شيء يغني عن الدرس الخاص الذي يقدمه المدرس.
وزير الصحة يبحث التعاون مع شركة GMCSI البريطانية فى مجال التعليم الطبى
مدرسة مرحلة ابتدائية: ارتفاع أجور الدورس خارج عن إدارتنا الأزمة يعاني منها الجميع
تخرجت ليلى سالم، من كلية التربية قبل 5 سنوات، ومنذ ذلك الحين شقت طريقها في عالم الدروس الخصوصية، نظرًا لتأخر تعينها بأحد المدارس الحكومية حتى اليوم، وخلال هذه السنوات الخمس رفعت أجرها أكثر من مرة، لكن هذا العام كان الأكثر على الإطلاق بحسب ما قالت سالم.
تقول معلمة المرحلة الابتدائية، إنها قبل عامين من الآن كانت تقدم خدمة الدروس الخصوصية مقابل 300 جنيه من الطالب الواحد، وكانت تستطيع أن تأتي لأطفالها بالكثير من ألوان الطعام المختلفة، بهذا المبلغ، لكنها اليوم وبعد أن ضاعفت المبلغ إلى 780 جنيه، لم يعد ما تتقضاه كافيًا لسد نفس الحاجات التي كانت تشتريها من قبل بأقل من نصف المبلغ.
وفيما يخص رفض أولياء الأمور، أكدت سالم، أن مسألة الدرس الخاص هي عرض وطلب وولي الأمر الذي لا يجد في نفسه قدرة على الالتزام بهذه الأرقام من شأنه أن يلجأ إلى مدرسين يتقاضون مقابل أقل، أو يكتفي بالمدرسة الخاصة التي يبذل في مقابلها الكثير من المال دون أن يتفوه بكلمة واحدة.