الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بذكرى القديس الشهيد صوزن
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بذكرى القدّيس الشهيد صوزن الذي استشهد في كيليكية، في عهد الحاكم مكسيموس والامبراطور ديوكليسيانوس، حول سنة 304.
العظة الاحتفالية عن سفر نشيد الانشاد
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها ان قالت العروس في سفر نشيد الأناشيد: "أَخبِرْني يا مَن تُحِبّه نَفْسي: أَينَ تَرْعى وأَينَ تُربِض عِندَ الظَّهيرة؟" وأغلب الظنّ أنّ النبيّ، الموضوع تحت حراسة الرَّاعي نفسه، تكلّم عن المكان نفسه الذي ذكرته العروس حين قال في المزمور الثالث والعشرين: "الرَّبُّ راعِيَّ فما مِن شيَءٍ يُعوِزُني"كان يعرف أنّ الرعاة الآخرين، تحت تأثير الكسل أو عدم الخبرة، جعلوا قطعانهم ترعى في أماكن قاحلة أكثر.
وقال عن الربّ ذلك الراعي الكامل، ما يلي:" في مَراعٍ نَضيرةٍ يُريحُني. مِياهَ الرَّاحةِ يورِدُ فيّ ويُنعِشُ نَفْسي وإِلى سُبُلِ البِر يَهْديني إِكْرامًا لاْسمِه" لقد برهن النبيّ هنا أن هذا الرَّاعي لا يعطي نعاجه مياهًا وفيرةً فقط، إنّما يعطيها مياهًا نقيّة وسليمة تُروي تمامًا عطشها.
إنّ هذه التنشئة الأوّليّة، المُعطاة من قِبل الرَّاعي، هي تنشئة البدايات؛ وما سوف يليها يخصّ التقدّم والكمال. لقد تكلّمنا للتوّ عن المراعي النضرة والخضراء. ومن المستحسن أن نرى ذلك أيضًا في الأناجيل. فقد وجدتُ فيها الرَّاعي الصالح يتكلّم عن مراعي النعاج: قال إنّه الرَّاعي، لكن أيضًا الباب: "أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى". إذًا، هو بنفسه مَن تكلّمَت وسألَت عنه العروس... طبعًا، لقد أطلقت اسم "الظهيرة" على تلك الأماكن السرّية في القلب حيث تحصل النفس من الكلمة الإلهي على نور مشعّ أكثر بالعلم. في الواقع، إنّه الوقت الذي تبلغ فيه الشمس الذروة خلال النهار. فإذا كان الرّب يسوع، "شَمس البِرّ" يمنح كنيسته أسرار فضائله السامية، فإنّه يجعلها تكتشف أيضًا "المَراعي النَضيرة" وأماكن ترتاح فيها "عِندَ الظهيرة".
لأنّه عندما تكون الكنيسة لا تزال في بدايات تعليمه لها ولا تتلقّى منه إلاّ بدايات المعرفة، فإنّ "اللهُ في وَسَطِها فلَن تَتزعزَع، اللهُ عِندَ اْنبِثاقِ الصُّبحِ يَنصُرُها" على ما قال صاحب المزامير، لكن بما أنّها تُنشد في الوقت الحاضر خيراتٍ أكثر كمالاً وتبتغي حقائق أرفع، فإنّها تطلب نور المعرفة "عِندَ الظّهيرة".