يوسف إدريس "غير مترجم" والطيب صالح أعماله قليلة.. التفاصيل السرية لمنح نجيب محفوظ جائزة نوبل
تحدث رائد الترجمة من الأدب العربي للإنجليزي دينيس جونسون ديفيز عن تفاصيل منح نجيب محفوظ جائزة نوبل، وكان معه في الترشيح يوسف إدريس والطيب صالح، وذلك حسبما ورد في كتابه "ذكريات في الترجمة.. حياة بين خطوط الأدب العربي" ترجمة عفاف عبدالمعطي وتقديم نجيب محفوظ ومراجعة محمود محمد مكي.
غزارة الإنتاج وكثرة الترجمات رجّحتا كفة محفوظ لنيل "نوبل"
يتحدث المترجم الكبير عن كواليس حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، فيقول: "أثناء وجودي في القاهرة خلال سنوات إقامتي في فرنسا أو إسبانيا، تلقيت مكالمة من صديق عبّر لي عن رغبة زوجة السفير الفرنسي في تونس للقائي وكانت في القاهرة حينها".
ويضيف: "بالفعل تقابلنا في فندق كليوباترا، وقال لي إن لجنة منح جائزة نوبل تدرس إمكانية منح الجائزة لكاتب عربي، ووضعت قائمة بأسماء الكتاب المرشحين، متضمنة الشاعر أدونيس وكاتب القصة القصيرة يوسف إدريس والكاتب السوداني الطيب صالح ونجيب محفوظ".
أدونيس لم يحب العرب اسمه
ويتابع: "سألتني زوجة السفير هل هناك كاتب عربي آخر يستحق الترشيح وقد تجاوزته القائمة، ثم تناقشنا بإسهاب عن المزايا الكثيرة لكل هؤلاء المرشحين المحتملين، لم يكن أدونيس شاعرًا شعبيًا ثم إن قراره بالبعد عن اسمه العربي مفضلًا عنه اسم أدونيس، لم يحبه العرب، وهناك جانب فعلي وهو أن شعره فوق مستوى تلقي عقول عدد من القراء".
يوسف إدريس لم يترجم بالشكل الكافي
ويردف: "أما عن يوسف إدريس فيحظى بشهرة واسعة بين القراء في العالم العربي لكنه لم يحظ بقدر كاف لترجمة نصوصه في اللغتين الإنجليزية والفرنسية، هاتان اللغتان المعروفتان لدى أعضاء لجنة التحكيم".
عدد قليل للطيب صالح
وقال: في تلك الأثناء لم يكن قد صدر للطيب صالح سوى روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" وروايته القصيرة "عرس الزين" وبعض القصص القصيرة المتاحة في اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وهذا العدد القليل حال دون ترشيحه للجائزة، وكنت أتمنى لو كان الفائز.
ويكمل: "بعد مناقشاتنا عن المرشحين بات جليًا أن نجيب محفوظ هو الأفضل، ليس بسبب إبداعه الفائق فحسب، ولكن وبشكل استثنائي لكثرة إصداراته الروائية والقصصية، لذلك آثرت التعبير عن إمكانية أن يكون الكاتب العربي الفائز بنوبل، ولم أفكر في لقاء تلك السيدة بعد ذلك، وبالنسبة لمحفوظ فلم يكن يعرف مسبقًا أنه سيمنح الجائزة".