قيود جديدة على ملابس المسلمين.. تقارير: «الإسلاموفوبيا تتفاقم فى فرنسا»
سلطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الضوء على قرار فرنسا بمنع فتيات المدارس من ارتداء العباءات والملابس الفضفاضة قبل العام الدراسي المقبل، وهو الأحدث في سلسلة من القيود المثيرة للجدل على الملابس المرتبطة بالمسلمين، لتعكس حالة الإسلاموفوبيا وكراهية الإسلام المنتشرة في فرنسا.
انتقادات شديدة ومناهضة فرنسية للإسلام
وأكد وزير التعليم الفرنسي جابرييل أتال، أن الملابس الطويلة الفضفاضة التي تشبه الرداء والتي ترتديها النساء المسلمات في كثير من الأحيان لن يُسمح بها في مدارس البلاد اعتبارًا من الفصل الدراسي الجديد الذي يبدأ في سبتمبر.
وقال «أتال» لشبكة تليفزيون TF1: "مدارس الجمهورية مبنية على قيم ومبادئ قوية للغاية، وخاصة العلمانية"، مستخدمًا مصطلحًا فرنسيًا يشير إلى الفصل بين مؤسسات الدولة والأديان، لكن البعض يقول إنه تم اتخاذ القرار لتبرير مناهضة الدولة للإسلام.
وتابع: "بالنسبة لي العلمانية، عندما توضع في إطار المدرسة، تكون واضحة جدًا، حيث تدخل الفصل الدراسي ولا يجب أن تكون قادرًا على تحديد الهوية الدينية للطلاب بمجرد النظر إليهم".
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات من عدد من المشرعين المعارضين، حيث هاجم دانييل أوبونو، وهو سياسي معارض بارز، هذه الخطوة ووصفها بأنها "حملة جديدة معادية للإسلام"، بينما وصف جان لوك ميلينشون، وهو من اليسار المتطرف، والذي احتل المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2022، "حزنه لرؤية العودة إلى المدرسة مستقطبة سياسيا بسبب حرب دينية جديدة سخيفة ومصطنعة تماما حول لباس المرأة".
وتابع: "متى سيكون هناك سلام أهلي وعلمانية حقيقية تتحد بدلاً من السخط؟"
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن فرنسا اتبعت سلسلة من عمليات الحظر والقيود المثيرة للجدل على الملابس الإسلامية التقليدية في السنوات الأخيرة، والتي أثارت في كثير من الأحيان غضب الدول الإسلامية والوكالات الدولية.
وتابعت أنه وفي العام الماضي، أيد المشرعون فرض حظر على ارتداء الحجاب وغيره من "الرموز الدينية الواضحة" في المسابقات الرياضية. تم اقتراح التعديل من قبل حزب الجمهوريين اليميني، الذي قال إن الحجاب يمكن أن يشكل خطرًا على سلامة الرياضيين الذين يرتدونه أثناء ممارسة الرياضة.
قالت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في عام 2018 إن الحظر الذي فرضته فرنسا في وقت سابق على النقاب - وهو غطاء الوجه الكامل الذي ترتديه بعض النساء المسلمات - ينتهك حقوق الإنسان لمن يرتدينه.
بينما قالت ريم سارة علوان، باحثة قانونية ومعلقة فرنسية: "هذا النوع من السياسات يتعارض مع الجوهر الليبرالي لقانون الفصل بين الكنيسة والدولة لعام 1905 - وهو القانون الذي قمنا بتشويهه واستخدامه كسلاح منذ التسعينيات"، مضيفة: "مثل هذه السياسات تغذي شروخ الأمة".