البنك الدولي يستعرض تأثير الانكماش الاقتصادي العالمي على الشرق الأوسط
أكد تقرير صادر عن البنك الدولي، أن جائحة كورونا قلبت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبقية العالم، رأسا على عقب، موضحًا أنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص بحلول 2022، وتقلص إجمالي الناتج المحلي للمنطقة بنسبة 3.3% في عام 2020.
تأثير الانكماش الاقتصادي على مستويات المعيشة في الشرق الأوسط
وتابع تقرير البنك الدولي الذي حصل "الدستور" على نسخة منه، أن للانكماش الاقتصادي العالمي تأثير مدمر على مستويات معيشة الناس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة الأشد فقرًا، وتشير التقديرات إلى انخفاض دخل الأسر المعيشية بين فبراير ويونيو 2021 على مستوى توزيع الدخل، لكن التأثير كان أشد حدة بين أفقر 25% من الأسر، وتراجع دخل ما لا يقل عن نصف الأسر الأشد فقرًا في الأردن والمغرب وتونس مما أدى إلى سقوط بعض الأسر تحت خط الفقر.
جائحة كورونا دفعت 16 مليون شخص في المنطقة إلى الفقر
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن جائحة كورونا دفعت 16 مليون شخص في المنطقة إلى ما دون خط الفقر البالغ 5.5 دولارات للفرد في اليوم، مع تراجع 6 ملايين شخص دون خط الفقر البالغ 1.9 دولار للفرد في اليوم، وكان أثر الفقر أشد حدة في إيران والعراق ولبنان، حيث أدت الأزمات الأخرى إلى تفاقم آثار جائحة كورونا.
وأوضح البنك الدولي أن فقدان الوظائف وانخفاض الدخل، لا سيما بين العمال في القطاع غير الرسمي، كان أكبر أسباب انخفاض مستويات المعيشة، حيث قفزت معدلات البطالة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولما يتمكن الداخلون الجدد إلى سوق العمل من العثور على فرص عمل، وفقد العديد من العمال وظائفهم.
تأثير الحرب في أوكرانيا
ومع بدء انحسار الجائحة، أثارت الحرب في أوكرانيا أزمة عالمية أخرى، وأدت الاضطرابات في إمدادات المواد الغذائية والوقود والأسمدة من منتجين اثنين هما أوكرانيا وروسيا إلى زيادات حادة في الأسعار العالمية التي كانت ترتفع فعليًا قبل الحرب.
وعلى الصعيد العالمي، تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن الأزمة الناجمة عن الحرب دفعت نحو 7 ملايين شخص إلى ما دون خط الفقر البالغ 1.90 دولار، وزيادة سوء التغذية، والحد من استخدام الفقراء لخدمات التعليم والرعاية الصحية والأصول الإنتاجية، ويمثل ذلك انتكاسة كبيرة لجهود التعافي من جائحة كورونا، بما في ذلك في بلدان المنطقة.