"لا تذكر المآسى".. ترجمة جديدة لعمر إبراهيم قريبًا عن دار آفاق
يصدر قريبًا عن دار آفاق للنشر والتوزيع كتاب "لا تذكر المآسي: رحلة جد يبحث عن صبي اختطفه الإدمان"، للكاتب والصحفي الرياضي الأمريكي الشهير "ديڤ كندرد"، ومن ترجمة عمر إبراهيم وعين جودة.
كتاب لا تذكر المآسى
وعن كتاب لا تذكر المآسي قال عمر إبراهيم: "هذا الكتاب لا يتحدّث فقط عن الإدمان وتأثيره على الفرد والعائلة والمُجتمع ككل، بل إنّه يُسلّط الضوء أيضًا على مُجتمع قافزي القطارات والمُتسوّلين والمُهمّشين في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة. وهذا ما يُسميه البعض "الجانب الذي يعرفه الكثيرون عن الولايات المُتّحدة".
وأضاف في تصريح خاص لـ"الدستور":" ما يجعل عمليّة الحكي أكثر تعقيدًا أنّ المؤلف يروي قصّة حفيده غير المسبوقة، منذ نعومة أظافره وحتّى هروبه من المدرسة ثم البيت وإدمانه على الكحول. يتنوّع أسلوب السرد بحسب مُقتضيات الحكاية. ففي بداية الكتاب يُصرّح «كندرد» بأنّه هنا محض "راوٍ" مدفوع بالحكاية، وأنّه سيحكي القصّة كما وردته، سواء ممّا عاصره مع حفيده، أو ممّا ورده من أصدقاء الحفيد وباقي أفراد عائلته، وحتّى تقارير المُستشفيات التي زارها استطاع الحصول عليها. فيكون بهذا قد ألَمَّ بتلابيب الحكاية وقدّمها للقارئ صافيةً بلا تشويه أو تضليل.
وتابع:" وكما قلتُ مُسبقًا فور إعلاني عن اقتراب صدور الكتاب إنّ هذا عمل يصعب تصنيفه؛ فهو يجمع بين السيرة والرواية والقصّة والتنمية الذاتية. لذلك فهو عمل مُميّز يختلف عن الكثير من الكتب التي ظهرت على الساحة الأدبيّة مُؤخّرًا.
مقدمة الكتاب
ومن المقدمة نقرأ" يقول المؤلف إنه لم يكتب في حياته بمثل هذا الصدق من قبل، وعليك بتصديقه عزيزي القارئ. هذه قصة يكتبها جَدٌّ عن حفيده المدمن. عرف الجد حفيده صبيًّا صغيرًا وأعتقد أنه لم يعرفه شابًّا، والشاب هو جوبلن الذي اتَّخذ من الشارع بيتًا له، وصارت له أسفار، وتعلَّم القفز على قطارات الشحن؛ فأمسى الطريق في كل مكان بيته كذلك، وكان من هؤلاء المتجولين الذين لهم حياة غامضة محيرة.
وُلِد جوبلن عام 1988، حينما كان جدُّه يبلغ السابعة والأربعين، وعاش الجد ليرى حفيده في رحلة قد حصرته في دائرة صغيرة من متشردي القرن الواحد والعشرين، الذين أسموا أنفسهم "الصبية الرحَّالة". إن هذه الرحلة في الجانب المظلِم من أمريكا، الذي لا يعرف معظم الناس بوجوده، حيث يذهب الصبية الرحَّالة إلى وجهاتهم بأي وسيلة متاحة: يمشون، ويطلبون من الغرباء توصيلهم، ويستقلون الحافلات الغريبة، لكنهم يفضِّلون القفز على قطارات الشحن. وفي خمس سنوات قطع الحفيد خمسة وعشرين ألف ميل مسافرًا بالقطارات.
يكتب الجد بدافع شغف الراوي ومحبة الجد، فيقدم لنا قصة حقيقية حميمة لجوبلن ورفاقه، نتعلَّم منها الكثير عن الحياة والصداقة والحب والعلاقات الإنسانية وليس عن الإدمان فحسب، حيث عاش جوبلن حياة لا تشبه أي حياة منطقية عرفناها. هذا الكتاب، في وصفه لحياة جوبلن، يحذِّرنا كل التحذير من الوقوع في فخ الإدمان، بل إنه يُعَد بثًّا حيًّا لِمَا يمكن أن تكون عليه حياة المدمن بين الطرقات والمستشفيات، عائقًا دائمًا أمام النجاح وأمام اكتمال الحب.
لا يمكن لقارئ هذا الكتاب إلا أن يخاف الإدمان، ويبتعد عن طريقه بكل السبل، ويتعلَّم الدرس القاسي من حياة جوبلن ورفاقه، ولا يمكن لمدمن أن يقرأه إلا ويسعى إلى الإقلاع عن إدمانه."
عمر إبراهيم
عُمر إبراهيم مُترجم مصري من مواليد الإسكندرية. تخرّج في كليّة الآداب قسم اللغة الإنجليزيّة وآدابها بجامعة الإسكندريّة. صدرت له ١٠ أعمال مترجمة، تتنوّع ما بين الفانتازيا، والرعب، وأدب الطفل، والأعمال غير الروائيّة. من أشهرها رواية "الظلال والعظام" للكاتبة الأمريكيّة الشهيرة لي باردوغو، ورواية "شيرلوك هولمز: لفافة الموتى" للكاتب البريطاني ديڤيد ستيورات ديڤيز، وكتاب "عبيد لسيّد واحد: تاريخ العبوديّة في الخليج وشبه الجزيرة العربية" للمؤرّخ الأمريكي الدكتور "ماثيو إس هوپر".
له ترجمات ومقالات نُشِرت في صحف عربيّة، ومجلّات، ومنصّات أجنبيّة، من أهمّها المجلة الربع سنويّة الشهيرة المعنيّة بنشر الأدب العربي باللّغة الإنجليزيّة ArabLit Quarterly.
عمل عمر إبراهيم قارئًا خبيرًا لدى الجائزة الوطنيّة الأمريكيّة للترجمة لثلاثة أعوام على التوالي (من ٢٠٢٠ إلى ٢٠٢٢). كما عمل أيضًا مُترجمًا مع منظمة Migration Yorkshire التابعة للاتحاد الأوروبي. كما قام بتحرير عدد من الكتب والروايات لأكثر من دار نشر مصرية وعربية.