لاتينو مصر يحيون ذكرى القدّيس البابا بيّوس العاشر
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس البابا بيّوس العاشر وهو ولد في قرية رييزه في مقاطعة البندقية عام 1853.
سيم كاهنا وانتخبَ اسقفاً على مانتوفا، ثم بطريركا على البندقية، وأخيراً انتخب بابا عام 1903.
شعاره "إصلاح كل شيء في المسيح"، وسعى جاهداً في ذلك، بحياة بسيطة وجريئة. قاوم البدع الجديدة التي استهدفت الكنيسة. توفي في 20 آب عام 1914.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد تلقيّنا أكثر مّما أعطينا؛ نترك أشياء صغيرة ونجد خيرات ضخمة. يعيد الرّب يسوع المسيح لنا أضعاف ما نفعله من أجله: "إِنْ شِئْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً، فَٱذْهَبْ وبِعْ مَا تَمْلِك، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!". "إِنْ شِئْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً" – تُترَك الأشياء الكبيرة دائمًا لاختيارنا الحرّ. إنّ الرسول بولس لم يُعطِ وصيّة مُلزِمة عن البتوليّة لأنّ الرّب يسوع قال: "فليحترم هذه الوصيّة مَن استطاع! فإنّ هذه الموهبة تأتي من رحمة الله" "إِنْ شِئْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً"؛ ّإذًا فهذا الأمر ليس مفروضًا عليكم، وبما أنّ التضحية طوعيّة، فإنّ الاستحقاق يصبح أعظم. ولكن، لبلوغ الكمال، لا يكفي احتقار الغنى وإعطاء خيراتنا، والتحرّر من كلّ ما نستطيع خسارته واكتسابه في وقت معيّن. هذا أمر فعله الفلاسفة؛ فعلى المسيحيّ أن يفعل أكثر منهم.
لا يكفي ترك الخيرات الأرضيّة، بل يحب إتّباع الرّب يسوع المسيح. لكن ما معنى اتّباع الرّب يسوع؟ هذا يعني العدول عن كلّ خطيئة، والتزام كلّ فضيلة. فالرّب يسوع المسيح هو الحكمة الأبديّة، هذا الكنز الّذي نجده في حقل ، في حقل الكتاب المقدّس. إنّه اللؤلؤة الثمينة الّتي يجب التضحية بالكثير من أجلها. الرّب يسوع المسيح هو أيضًا القداسة، القداسة الّتي لن يتمكّن أحد من رؤية وجه الله بدونها. المسيح هو فداؤنا، هو فادينا؛ إنّه فديتنا المسيح هو كلّ شيء: لذا، مَن يقبل بترك كلّ شيء من أجله سيجد فيه كلّ شيء. هذا الأخير سيتمكّن من القول: "الرَّبُّ كَأسي وحِصَّةُ ميراثي". لا تُعطوا فقط أموالكم، إذا أردتم اتّباع الرّب يسوع المسيح. بل أعطوا ذواتكم له: اقتدوا بابن الانسان الّذي لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدُم