ياسر عزت: لم أتوقع الحصول على جائزة أفضل ممثل فى المهرجان القومى للمسرح
أثرى الفنان ياسر عزت الحياة الفنية بأعماله المسرحية القادرة على خلق حالة من التفاعل الفنى المتميز مع الجمهور، والمرتكزة على أداءات تمثيلية محترفة واعية تقدم للمتلقى ما يتوقعه من مستوى يليق بخشبة المسرح المصرى.
حصل «عزت» مؤخرًا على جائزة أفضل ممثل مسرحى، مناصفة، بالمهرجان القومى للمسرح، عن دوره فى العرض المسرحى «ستوكمان»، تأليف ميخائيل وجيه، إخراج الدكتور أسامة رءوف، وهى الجائزة الثالثة التى يحصل عليها خلال مشاركاته فى المهرجان القومى.
■ بداية.. هل توقعت حصولك على جائزة أفضل ممثل بالمهرجان القومى؟
- أود أن أشير إلى أننى حصلت على جائزة أفضل ممثل عن عرض «روح» فى عام ٢٠١٥، وفى ٢٠١٩ حصلت على جائزة خاصة من لجنة التحكيم عن عرض «نوح الحمام»، وهذا العام حصلت على جائزة أفضل ممثل عن عرض «ستوكمان»، أى أننى حصلت على جائزة فى كل مرة من المرات الثلاث التى شاركت خلالها بالمهرجان القومى للمسرح، طوال مشوارى الفنى.
الحقيقة أننى لم أتوقع حصولى على الجائزة، لكن المحيطين بى توقعوا ذلك، وشعرت بسعادة كبيرة حينما عرفت بفوزى بجائزة أفضل ممثل، لأن هذه الدورة كانت من أقوى دورات المهرجان القومى؛ فقد شارك بها مجموعة من الممثلين المهمين، وكان من الوارد ذهاب الجائزة لأحد منهم، ولكن بفضل الله حصلت أنا على الجائزة.
■ كيف رأيت توصيات لجنة التحكيم للممثلين؟
- الجميع كان سعيدًا بتوصيات لجنة التحكيم، لأنها توصيات واقعية، وكل من يعملون بالمسرح يعلمون أن هذه التوصيات تشير إلى المشاكل التى من المفترض أن نتلافاها خلال العروض التى نقدمها.
ورغم جدية هذه التوصيات، حرص الفنان أشرف عبدالغفور على أن يكون لطيفًا وهو يقولها، فكانت «شدة لطيفة»، لا تغضب أى مسرحى، بل على العكس يتقبلها بصدر رحب. وكل التوصيات التى جرى طرحها أوافق عليها وأتقبلها، ومنها على سبيل المثال توصية اللغة العربية، فهناك عروض متميزة جدًا، لكن اللغة العربية بها ليست منضبطة، وهو ما يضر بالعرض المسرحى.. لا بد من مراعاة اللغة العربية.
أنا كممثل محترف منذ سنوات، عندما أجسد شخصية تتحدث بالفصحى لا أقرأ النص إلا إذا كانت الكلمات مُشَكّلة، حتى أتمكن من حفظ دورى ومشاهدى دون أى أخطاء فى اللغة العربية، ويجب عند تصدى الممثل أو المخرج لعرض باللغة العربية أن يكون متمكنًا منها.
■ ما استعداداتك لتجسيد أى شخصية جديدة؟
- أفضل المنهج الهجين، أى أن أمزج التكنيك بالإحساس عند التقمص، وسأضرب مثلًا للتوضيح بشخصية «ستوكمان»، فهو أكبر سنًا من شخصية «قاسم»، وكان صوته يختلف عن صوته، ولــ«ستوكمان» انحناءة مختلفة، وطريقة فى المشى تختلف عن «قاسم»، وعندما حضّرت للشخصيتين، راعيت فارق السن بينهما، وهو ١٥ عامًا، وفى هذه الفترة تحدث تغيرات كثيرة للإنسان على مستوى الشكل والصوت... إلخ. كل هذا له علاقة «بالتكنيك»؛ إذن لا غنى عن التكنيك فى تجسيد الشخصية.
والمنطقة الأخرى، التى تخص الإحساس والأداء، فهى تركيبة الشخصية وصفاتها، وهو أمر له علاقة بإحساس الممثل بالشخصية، وعلى سبيل المثال ففى عرض «ستوكمان» لشخصية «قاسم» سمات، منها أنه شخص أنانى ويعشق ذاته، ومصاب بالريبة من الآخرين؛ وخلال فترة صعوده للنجومية قابل العديد من المواقف والتحديات.
أما ملامح «ستوكمان»، فهى ملامح رجل مخلص يرى الحق، ومن الممكن أن يواجه المجتمع ليوصل كلمة الحق، ويحب المجتمع والناس، ولديه إيثار كبير.
عقب دراسة الشخصيتين، تأتى الخطوة التالية، وهى النفاذ لروح كلٍّ من «ستوكمان» و«قاسم»، ثم يبدأ الدمج، فنجد شخصية ثالثة وهى «قاسم» يجسد شخصية «ستوكمان»، وهو أمر فى غاية الصعوبة.
أعتمد على المزج بين التكنيك والإحساس والتلقائية والمصداقية ومعايشة الحالة، وأنا كمدرب تمثيل أنصح المتدربين بالتركيز على «الحالة»، وهو ما يعطى للممثل توهجًا كبيرًا وتميزًا فيما يجسده من أدوار.
■ هل الجوائز تلزم الفنان بالتأنى فى اختياراته المقبلة؟
- نعم، لكن لى وجهة نظر وتفكير مختلف، فأنا أقدم العمل، وعندما ينتهى أفكر فى الجديد الذى سأقدمه، فكل مشروع فنى هو تجربة مستقلة بذاتها بالنسبة لى، ولها متعتها، فلكل تجربة فنية حالة مستقلة ونكهة مختلفة ولا أعلم نتيجتها، ولكن على الفنان أن ينتقى أعماله بعناية على مستوى جميع العناصر الفنية.
الخبرة هنا تلعب دورًا كبيرًا، ففى الحقيقة يُعرض علىّ الكثير من الأعمال المسرحية، ولكننى أنتقى الأفضل حتى إذا كان عملًا واحدًا فقط، ويأتى اختيارى مبنيًا على خبرتى وشعورى بالنجاح وتكامل عناصر العمل، فعندما يكون العرض كامل العناصر، بالتأكيد سأحقق النجاح.
■ ما الدور الذى يجب أن تلعبه المهرجانات بعد منحها الجوائز للفائزين؟
- كما نعلم، المهرجانات تعرض المنتج الفنى لتسلط عليه الأضواء، وليس هناك شىء آخر تقدمه، كما أن تسليط الأضواء على المشاركين بالمهرجان أمر تختص به وسائل الإعلام والصحافة.
المهرجان يهيئ هذه الحالة لتسليط الضوء على الفنانين، ولكن بعد انتهاء المهرجان ليس له دور آخر.
■ ما خططك المستقبلية؟
- سنستمر فى عرض «ستوكمان» على مسرح «الغد» لفترة زمنية، وأستعد لتقديم مسلسل خلال الشهر المقبل، مكون من ٤٥ حلقة، وأتمنى أن أوفق فى تقديمه. وأحلم بتجسد شخصية الأب التى جسدها الممثل العالمى «أنتونى هوبكنز» فى فيلم «الأب»، فقد جسد شخصية رجل يعانى من مرض ألزهايمر، ويعيش فى رعاية ابنته وزوجها، والشخصية تواجه العديد من المواقف والأحاسيس المختلفة.