فصل من الغلاء: رحلة البحث عن بديل للكتب الخارجية
لم تكن تتوقع ريهام.م 35 عامَا، أنها بعد الانتهاء من شراء الزي المدرسي ومستلزمات العام الجديد لابنها في المرحلة الإعدادية بأنها ستحتاج أضعاف ذلك المبلغ من أجل شراء الكتب الخارجية التي يحتاجها في كل المواد.
تقول «أسعار الكتب الخارجية الآن أصبحت غير معقولة والزيادة اللي حصلت فيها السنة دي أكتر من الضعف، الكتاب كان بـ150 أصبح بـ300 وفيه كتب وصل سعرها 500 جنيه، وكل مادة محتاج فيها كتاب خارجي بجانب الدروس الخصوصية».
لجأت ريهام إلى تصوير الكتب الخارجية عبر طباعتها من خلال الـPDF إلا أنها وجدت الأسعار متقاربة بعد الطباعة والتصوير والتكعيب في المكتبة: «فكرنا في حل تاني أن كل أسرة تشترك في كتاب ويتم تداوله بين الطالبين في الأسرتين».
توضح أن لن يكون حلًا مريحًا لكن ليس أمامهم إلا هو: «الكتاب هيقف على الأسرة بـ100 أو 200 جنيه، وبالتالي يتم المذاكرة منه بالشراكة بين الطالبين في منزل أحدهما ويتم تخصيص يوم لتلك المادة».
حال ريهام لا يختلف عن باقي أولياء الأمور الذين يواجهون الآن صدمة ارتفاع أسعار الكتب الخارجية ورحلة البحث عن بديل لها، ما بين الشراكة بين أكثر من طالب في كتاب أو الاستعارة والتبديل.
توفير المواد التعليمية
وأعلنت وزارة التعليم بتوفير مواد تعليمية وتدريبية في صيغة كتيبات "PDF" علي موقع الوزارة، موضحة أن الكتيبات سوف تحتوي على أنشطة تدريبية ومواد تعليمية تتضمن شرحًا تفصيليًا أكثر عمق للمناهج والكتب الدراسية لمختلف الصفوف الدراسية؛ من أجل تحقيق أعلى درجات التحصيل الدراسي.
كما نوهت التعليم بضرورة تعظيم دور مجموعات الدعم المدرسي وتكثيف تواجدها بمختلف المناطق على مستوى الجمهورية، وذلك من خلال توفير القاعات المجهزة واستقدام معلمين متميزين؛ بهدف مساعدة طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية على تحسين القدرات الدراسية، مشيرا إلى حرص الوزارة على تقديم الخدمة بأسعار منخفضة.
تبادل الكتب الخارجية
لجأت منار.ش، إحدى أولياء الأمور، إلى حيلة الشراكة والتبديل في الكتب الخارجية مع أسرتين أخريتين، على أن يتم تقسيم مبلغ الكتب الخارجية كلها عليهم بالتساوي، ويتم تبادل الكتب الخارجية بين الطلاب من أجل مواجهة الغلاء الذي أصابها خلال العام الحالي.
تقول «لم يكن أمامنا حلًا سوى الشراكة في الكتب الخارجية من أجل تقسيم السعر على عدد من الأسر، وبالتالي لا نشعر بضخامة التكلفة وفي نفس الوقت مداولة الكتب بين الطلاب حتى يذاكر منها كل فرد منهم على حدا لفترة محددة».
تضيف «وهناك مبادرات ظهرت من الأسر السابقة والتي كان لديها كتب خارجية ونجح ابنائهم يقومون في الوقت الحالي بتوصيلها للطلاب الحاليين، من أجل الاستفادة بها وعدم رميها أو خسارتها».
إيمان تتبرع بالكتب الخارجية
ذلك ما فعلته إيمان إبراهيم، التي بمجرد أن انتهى ابنها من المرحلة الإعدادية، احتفظت بالكتب الخارجية وقامت ببث منشورات عديدة حول تبرعها بتلك الكتب كصدقة لمن لا يستطيع الشراء من الطلاب وأولياء الأمور.
تقول «لم تعد الكتب الخارجية في متناول أحد بسبب الظروف الاقتصادية الحالية، الأسعار ارتفعت ثلاثة أضعاف، وإذا كانت أسرة لديها أكثر من طالب ستحتاج مبلغ ضخم من أجل شراء كتب خارجية في كل المواد».
وفكرت إيمان في التبرع بالكتب الخارجية من أجل تخفيف العبء على الطلاب وأولياء الأمور في الشراء من جديد، وتبحث هي الآن عن طلاب سابقين من أجل أن يتبرعوا بالكتب لابنها في مرحلته الحالية» بنحاول نشيل بعض على قد ما نقدر لأن الوضع الاقتصادي صعب على الجميع وعلى الأسر مبادلة الكتب الخارجية».