الأربعاء.. زهران القاسمي يناقش "تغريبة القافر" في "النيل الثقافية"
يستضيف الإعلامي خالد منصور في برنامجه "طقوس الإبداع" على قناة النيل الثقافية ، الشاعر والروائي العماني زهران القاسمي حول روايته "تغريبة القافر" الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2023، في تمام السادسة والنصف مساء الأربعاء المقبل.
تقع أحداث الرواية في إحدى القرى العُمانية، وتحكي قصة أحد مقتفي أثر الماء اسمه سالم بن عبد الله تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية، وتكون حياة القافر منذ ولادته مرتبطة بالماء، فأمّه ماتت غرقاً، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، ينتهي سجيناً في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حياً.
حصلت الرواية على الجائزة العالمية للرواية العربية 2023، وذكرت لجنة التحكيم بأنها اختارت الرواية للفوز لكونها اهتمت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة من خلال تآلف مستمر بين الواقع والأسطورة، ويفعل ذلك من خلال بناء روائي محكم ولغة شعرية شفافة، ومن خلال نحت شخصيات مثيرة تحتل دورا أساسيًا في حياة الناس، وفي الوقت نفسه تثير نفورهم وتخوفهم.
واستطاع الكاتب أن يقربنا من مسرح غير مألوف للرواية المتداولة في الوطن العربي، وهو مسرح الوديان والأفلاج في عمان، وتأثير العناصر الطبيعية في علاقة الإنسان بمحيطه وثقافته.
و زهران القاسمي شاعر وروائي عماني مواليد 1974. صدر له عشرة دواوين شعر "أمسكنا الوعل من قرونه" 2006، "الهيولي" 2007، "أغنى وأمشى" 2007، "يا ناي" 2008، "الأعمى" 2011، "موسيقى" 2012، "رحيق النار" 2013، "كاميرا" 2015، "مراكب ورقية" 2016، "أوصدتُ عليك الباب وبقيتُ سجينًا في الخارج" 2019، وأربع روايات "جبل الشيوع" 2013، "القناص" 2014، "جوع العسل" 2017، "تغريبة القافر" 2022 والتي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية 2023. بالإضافة إلى كتابي "سيرة الحجر1" حكايات قروية 2009، "سيرة الحجر 2" نصوص 2011.
- من أجواء الرواية
"فقد إحساسه بالأشياء من حوله، تحول فجأة إلى إعصار هادر من الغضب، رفع مطرقته وهوى بها على الصخرة، وعاود ذلك مراراً وتكراراً حتى ارتج المكان، وبدأ الغبار يتصاعد من الحجارة المتساقطة.
تتالت الضربات، وتحول جسده كله إلى يدين لا هم لها إلا ضرب ذلك الجبل الجاثم أمامه كأنه يضرب كل ما عاشه مُذ كان طفلًا، يهوي بالمطرقة على سجنه، على غيابه، على اليأس من مغادرته تلك العتمة، على شوقه الجارف إلى زوجته، على الهدير الذي يصم أذنيه ويمنعه من سماع أي شيء سواه، على العزلة التي تمتد وتمتد، وعلى الفكرة التي لا يرغب في مواجهتها.. لم يكن يعلم أن جسد الصخرة يتداعى أمامه، كان غائباً في غضبه، متحداً مع مطرقته في هدم كل الجدران التي واجهته، وهو الوحيد، الغائب، السجين، الموجوع، الجائع، العطش.. تداعت الصخرة أمامه، وانفتح الخاتم على النفق الطويل، فانطلق الماء بقوة وجرف معه كل شيء".