"عبدالرحمن" طفل يصنع القهوة لمساعدة والدته بعد وفاة الأب بالوادي الجديد
اعتمد الطفل عبد الرحمن محمد سيد عبد الحسيب أبن قرية القلمون بالوادي الجديد، على نفسه بعد رحيل والده في حادث مأسوي منذ أكثر من 4 أعوام ، ليبدأ مشروع جديد وحياة جديدة في محاولة لمساعدة والدته على مصاعب الحياة حتى لا تتأثر بوحدتها بعد وفاة زوجها.
بدأ الطفل عبد الرحمن محمد البالغ من العمر 13 عامًا رحلة البحث عن عمل؛ كي يساعد والدته على المصروفات اليومية كونه رجل البيت بعد رحيل والده عنه أثر حادث سير بالوادي الجديد، حيث كان يذهب الطفل مع والده مطحن البن الخاص بهم لصناعة القهوة وبيعها للمقاهي والجمهور والمترددين على المطحنه.
بعد وفاة الأب بعام تقريبًا ترك الطفل عبد الرحمن هذه المطحنة لبعدها عن منزله الذي يسكن فيه بحوالي 18 كم تقريبًا، ونقل المعدات والأدوات في غرفته الذي ينام فيها ليبدأ الطفل عبد الرحمن مشروعا جديدا بجوار والدته ويصنع المستحيل ليساعد والدته على المصروفات اليومية التي يحتاجها المنزل.
وأكد الطفل عبد الرحمن محمد، أنه تعلم من والده "سر الخلطة" التي تضاف على حبيبات القهوة لتعطيها نكهة جميلة ورائحة أجمل يحبها جمهور تناول القهوة بعد شرائها من المطحنه، مؤكداً أنه بدء العمل في منزله بعد إعداد بذور القهوة من محافظة أسوان عبر سيارات ميكروباص كانت تتعامل مع الأب قبل وفاته.
واستطاع الطفل عبد الرحمن استكمال ما بدأه الأب بالشراء من نفس المصدر وبواسطة نفس السيارات التي كان يتعامل معها والده، ليتوج هذا الطفل بملك القهوة بعد صناعتها وتغليفها وبيعها لعشاقها في مناحي الوادي الجديد.
وأوضح عبد الرحمن أنه التقى محمد علي منصور رئيس المبادرة الشبابية سند شباب الوادي الجديد، بعد زيارته له في المطحن الخاص به بمنزله لتشجيعه على العمل والجد والاجتهاد والوقوف بحانبة بعد وفاة والده حيث يعد الطفل عبد الرحمن من النماذج الفريدة التي تطرقت لسوق العمل في هذه المرحلة السنية والتي من المفترض الاهتمام بيها وتشجيعها على مواصلة العمل.
وأكد محمد منصور رئيس المبادرة الشبابية سند شباب الوادي الجديد، أنه تم الاتفاق مع الطفل عبد الرحمن على تنفيذ ندوات علمية وورش عمل لتعليم الأطفال صناعة القهوة وفن التعامل مع الجمهور في السوق، مؤكداً دعمه الكامل لمثل هذه النماذج الفريدة من نوعها والتي تعتمد على نفسها منذ صغر سنها.