من هو القديس تارسيسيوس الشهيد الذي تحتفل الكاثوليكية بذكراه اليوم؟
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديس تارسيسيوس الشهيد، وبهذه المناسبة قال الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، في نشرة تعريفية له على خلفية الاحتفالات إن إسمه "تارسيسيوس" وهو اسم يعني المُنتمي لمدينة طرسوس السورية "طرسوسي"، ويُعتقد أن تسميته للأطفال في القرن الثالث الميلادي هو تيَمُناً بالقديس بولس إبن مدينة "طرسوس".
تارسيسيوس هو صبّي شهيد، وُلِد عام 263م بروما، كان شمّاساً واستُشهِدَ وهو في الثانية عشرة من عمره عندما تربَّص به جمع من الوثنيين لعلمهم أنه يقوم بزيارة سُجناء الإيمان الذين قاربوا على الإستشهاد بسبب فرمانات الإمبراطور "فالريانوس"، حاملاً إليهم المناولة المقدسة من الكنيسة بإذن من الكاهن، وكان يقوم بهذه المهمة على أمل ألا يُلاحَظ لكونه طفل ويكون ذلك سبباً في منع القربان الأقدس عنهم.
عندما انكشف أمره قام الجمع الغوغائي بسحقه ضرباً حتى الموت بالعصي والحجارة.
وفي رواية شهيرة يُقال أن الصبي المسكين تمسَّك بالمناولة المقدسة بين يديه وعبثاً حاول الجُناة فتح يديه بعد موته لإستخلاص القربانة المقدسة وتدنيسها، إلى أن تركوه وأعاد بعض المؤمنين جثمانه إلى الكاهن الذي استطاع فتح يده وإلتقاط المناولة منها بسهولة.
يشهد عن صحّة وتاريخية قصته التأمل الذي رواه "البابا داماسوس الأول" الذي صار بابا لروما في منتصف القرن الرابع الميلادي، حيث قارن بينه وبين القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء، حيث ان كلاهما كانا شماسان وأن تارسيسيوس إستُشهِد بطريقة مشابهة نسبياً لطريقة إستشهاد القديس إسطفانوس. مما يؤكد أنها قصة حقيقية تُروى من جيل لجيل عن هذا الشهيد الصغير الوديع، وهو شفيع المقدمين على المناولة الإحتفالية وخًدّام المذبح.