سياسيون وخبراء لـ"الدستور": قمة العلمين بين قادة مصر والأردن وفلسطين تحمل رسائل مهمة
أكد خبراء وسياسيون أن قمة العلمين الثلاثية بين قادة مصر والأردن وفلسطين، تحمل رسالة مهمة بأن القضية الفلسطينية في مركز اهتمام القادة الثلاث كما تحظى باهتمام الأمة العربية جمعاء.
وأوضح الخبراء والسياسيون في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن دعم القضية الفلسطينية يتطلب موقفاً عربياً مشتركاً وموقفاً فلسطينياً موحدًا وهو ما يجري العمل عليه، مؤكدا أن لقاء العلمين الذي ضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة أبو مازن وضيافة مصر كان باكورة هذا العمل الذي يجري تطويره وتعزيزه.
وليد العوض: قمة العلمين الثلاثية تأتى فى سياق تحرك سياسى مكثف
بداية قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، إن قمة العلمين الثلاثية تأتي في سياق تحرك سياسي مكثف يشهده العالم والمنطقة.
وأضاف العوض في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه في محور هذه التحركات تحتل القضية الفلسطينية مركز الاهتمام ويعبر عن هذا الأمر لقاء العلمين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وأشار العوض إلي أن القمة الثلاثية المصرية الفلسطينية الأردنية، تحمل رسالة مهمة بأن القضية في مركز اهتمام القادة الثلاثة كما تحظى باهتمام الأمة العربية جمعاء وهو تأكيد أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في مواجهة حكومة الفاشية الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو، الأمر الذي يمثل إشارة مهمة للإدارة الأمريكية بأنه لم يعد مقبولاً عدم تنفيذ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهداتها تجاه الملف الفلسطيني.
وأوضح العوض أن هذه القمة تسبق انعقاد الدورة القادمة للأمم المتحدة ومن المتوقع أن تحتل القضية الفلسطينية اهتمام العالم وهذا يتطلب موقفاً عربياً مشتركاً كما يتطلب ايضاً موقفاً فلسطينياً موحدة وهو ما يجري العمل عليه، مؤكدا أن لقاء العلمين الذي ضم الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية برئاسة أبو مازن وضيافة مصر كان باكورة هذا العمل الذي يجري تطويره وتعزيزه.
وتابع العوض "ننظر باهتمام لهذه القمة وثقة بأن يتمخض عنها وحدة موقف عربي ومساعدة وجهد عربي بلورة موقف فلسطيني موحد يشكل عنصراً مساعداً لحلفائنا في العالم للوقوف إلي جانب عدالة القضية الفلسطيني ويسهم في عزل حكومة نتنياهو وأيضاً يضع الإدارة الأمريكية أمام اختبار عملي لجدية وعودها التي لم تنفذها بعد.
ماهر الصافى: قمة العلمين تجسد التعاون الدائم بين الدول الثلاث
فيما قال الدكتور ماهر صافي الباحث السياسي الفلسطيني، إن القمة الثلاثية تعد تجسيدًا للتشاور والتعاون الدائم والمستمر تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية ولتوحيد الرؤى بين القادة الثلاثة للتعامل مع التحركات السياسية والإقليمية والدولية، وذلك لوضع حلول مناسبة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وأضاف صافي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه من الملاحظ أن المنطقة تشهد حراكاً سياسيا مهما في هذه الفترة ولقاء القمة الذي يعقد بمدينة العلمين بمشاركة الرئيس محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحرص على وضع حلول للقضية الفلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني من خلال دعواته المستمرة للقيادة والفصائل الفلسطينية من إنهاء العديد من الملفات المعطلة سواء كانت ملفات داخلية والتي تشمل إنهاء الانقسام الفلسطيني وعقد مصالحة فلسطينية والخروج بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل كافة أطياف الشعب الفلسطيني.
وأضاف صافي أن هذا اللقاء المهم يأتي في سياق حالة المشاورات والتنسيق الدائم بين القادة الثلاثة بخصوص كل القضايا التي تهم البلدان وكان لابد من عقد هذه القمة وخصوصا في ظل التطورات السريعة والجارية بالإقليم والعالم كان هناك ضرورة لعقد هذه القمة خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائمها وإجراءاتها العنصرية ومواصلة الاقتحامات والاستيطان وعمليات القتل والاعتقال وتدنيس المقدسات .
وأشار صافي إلي أن التطورات على الساحة الدولية والإقليمية تتطلب ضرورة وجود موقف عربي داعم للقضية في كافة المحافل الدولية ومن أجل استمرار الضغوط الحقيقية على الإدارة الأمريكية لتقوم بدورها بتحريك العملية السلمية، وطرح مبادرة جديدة للخروج بحلول تخدم القضية الفلسطينية والضغط على نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة لوقف إجراءاتها التعسفية وسياسات الإعدام المستمرة في الأراضي الفلسطينية.
وأكد أن القمة بين الرؤساء ستعمل على تبادل الآراء والخروج برؤية واحدة داعمة للموقف الفلسطيني واتفاق على جميع القضايا المطروحة على طاولة القمة الثلاثية، وسيكون الملف الفلسطيني هو الملف الرئيسي بهذه القمة وخاصة بعد التصريحات الأخيرة من الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ما يتطلب وضع موقف مناسب تجاه هذه التحركات التي لا تخدم القضية الفلسطينية.
محمود الزق: قمة العلمين الثلاثية توحد الموقف العربى بشأن فلسطين
فيما قال محمود الزق عضو المجلس المركزي الفلسطيني، إن قمة العلمين الثلاثية جاءت فى سياق التنسيق الدائم ما بين فلسطين ومصر والأردن لتوحيد الموقف العربي تجاه سياسة الحكومة الاسرائيلية التي تتسم بالإعلان الصريح عن نيتها ضم الضفة الغربية واعتبارها أرضا يهودية، مشيرًا إلي أن هذا يعنى إغلاقا كاملا لمسار التسوية السياسية ورفضا صريحا لفكرة الدولة الفلسطينية.
وأكد الزق في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا الأمر لا يترك للشعب الفلسطيني سوى خيار واحد وهو خيار مقاومة المحتل وهذا ما شرعته كافة القوانين والمواثيق الدولية التي أكدت حق الشعوب المحتلة بمقاومه محتليها.
سامح المحاريق: العلاقات المصرية الأردنية الفلسطينية ممتدة وتاريخية
ومن الأردن، قال الكاتب الأردني سامح المحاريق، إن العلاقة المصرية الأردنية الفلسطينية ممتدة وتاريخية نظراً للدور الكبير الذي أدته القاهرة وعمان خلال عقود من الزمن وصلت إلى التواجد الإداري في مناطق فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى الدور الكبير للبلدين في دعم المقاومة الفلسطينية وفي مساندة مشروع السلطة الوطنية الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو 1993، والأمر الواقع أن الأراضي الفلسطينية لا تمتلك تواصلاً حدودياً سوى مع مصر والأردن، إلا أن التعاون يفضي بالضرورة إلى ما هو أعمق من ذلك، فالشأن الفلسطيني يعتبر جزءاً من منظومة الأمن الوطني في البلدين، وثقافة الشعبين الأردني والمصري داعمة للفلسطينيين ونضالهم من أجل حقوقهم المشروعة، وهو ما ينعكس على الأداء السياسي للقيادات في البلدين.
وأضاف المحاريق في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القمة في جزء منها اعتيادية في ضوء هذه المعطيات، إذ يتواصل التنسيق الفلسطيني مع القاهرة وعمان في العديد من الملفات، وتعتبر العاصمتان من محطات التشاور الأولى للفلسطينيين نتيجة للأسباب التاريخية والاستراتيجية التي تحكم العلاقات، إلا أن هذه القمة تستحضر أيضاً المشكلات التي تواجه السلطة الوطنية الفلسطينية والضغوطات التي تمارس عليها من اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى إلى تغيير الأمر الواقع في الضفة الغربية والتنكر لمسار عملية السلام وما يرتبط بقضايا الحل النهائي ومن أهمها مصير المستوطنات في الضفة الغربية والمرتبط بصورة جذرية بترسيم حدود الدولة الفلسطينية المنشودة التي تعتبر من الأولويات بالنسبة للسياسة الأردنية تتبناه الدولة المصرية وتدعمه بوصفه الحل الذي يمكنه أن يحقق السلام على مستوى المنطقة ككل.
وأشار المحاريق إلى أن التطورات المتسارعة على مستوى السلطة نفسها، وعلاقتها مع الجانب الإسرائيلي من المواضيع الأساسية التي طرحها الرئيس الفلسطيني أمام الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي وذلك لتحديد المتطلبات الأساسية سواء على المستوى السياسي والدبلوماسي، أو من خلال المساندة لمؤسسات السلطة الوطنية التي تعاني من ظروف ضاغطة كثيرة تتفاقم مع الاعتداءات المستمرة للمستوطنين والعمل على تسخين الوضع في الضفة الغربية تجاه مواجهات واسعة يمكن أن يستغلها الجانب الإسرائيلي في اعتداءات منهجية تجاه الفلسطينيين للعمل على تفريغ مشروع الدولة من معناه وإنهاء أفقه وإطلاق حملة تهجير جديدة بحق الفلسطينيين.
وأوضح أن هذا الأمر يتطلب أن توظف مصر والأردن علاقاتهما الدولية من أجل التنبيه له والتحذير منه لتفويت الفرصة على اليمين الإسرائيلي المتطرف تجاه تطبيق أجندته العدوانية في هذه المرحلة إلى حين وجود الظروف الموضوعية التي سيشكلها وجود شريك في الجانب الإسرائيلي يستطيع أن يستأنف عملية السلام من جديد.