مصر القديمة الأبرز والأكثر شهرة.. كيف خلّد تحنيط المومياوات الحضارات القديمة؟
استحوذت مومياوات الفراعنة على خيال العلماء والفنانين لعقود طويلة، حيث تقدم هذه البقايا المحفوظة لمحة رائعة عن حياة ومعتقدات وتقاليد الثقافات القديمة، وبالرغم من أن المومياوات في مصر القديمة هي الأكثر شهرة في العالم، فإن الكثير من الحضارات الإنسانية كان لديها طقوس خاصة للحفاظ على بقايا موتاهم، حيث كانت مومياوات شعب تشينشورو وشعب غوانش من أقدم المومياوات التي تم اكتشافها على الإطلاق، في حين كانت مومياوات الأزتك احتفالية للغاية ويُعتقد أنها تمتلك قوة روحية، حتى الصينيون القدماء والتبتيون كان لديهم طرق تحنيط خاصة بهم. لا يزال الغموض الذي يحيط بهذه الأجساد المحفوظة يثير إعجابنا، وبينما نكشف المزيد عن قصصهم، نكتسب فهمًا أعمق للثقافات التي خلقتها.
مصر الأكثر شهرة
وأفادت مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، بأنه عندما يفكر الناس في المومياوات وطرق التحنيط فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو بالطبع مصر القديمة، ففي مصر كان التحنيط عملية معقدة تستخدم للحفاظ على أجساد الناس في رحلتهم إلى الآخرة.
وتابعت أن التحنيط في مصر القديمة بدأ بإزالة الأعضاء الداخلية باستثناء القلب (الذي كان يُعتقد أنه مكان إقامة الروح)، حيث تم وضع بقية الأعضاء الرئيسية في أواني كانوبية دفنت مع المومياء، ومع ذلك لم يتم حفظ جميع الأعضاء، حيث تمت إزالة الدماغ بطريقة ما عن طريق الخياشيم باستخدام خطاف تم اعتباره غير مهم، ثم تم التخلص منه.
وأضافت أنه يتم غسل الجثمان بمياه النيل قبل تجفيفها بالنطرون، وهو ملح خاص يتواجد بشكل طبيعي، فعادة ما تستغرق عملية التجفيف حوالي 40 يومًا، مع دفن الجثة وتعبئتها بالنطرون، وبمجرد أن يجف، يكون الجسد ملفوفًا بضمادات من الكتان ومزينًا بالتمائم والتعاويذ التي تهدف إلى حماية المتوفى في رحلته القادمة.
وأشارت إلى أنه يتم تزيين الرأس بقناع أو غطاء للرأس، وغالبًا ما يصور المتوفى على أنه إله، ثم وُضعت هذه المومياء "النهائية" في سلسلة من التوابيت الروسية الشبيهة بالدمى، مع تزيين التابوت الخارجي بشكل كبير بمزيد من التصاميم والتعاويذ والنقوش.
وأوضحت أنه لم يتم تحنيط كل المصريين بأي حال من الأحوال، وكان التحنيط عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً، وكانت مخصصة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها أو يتمتعون بمكانة اجتماعية عالية بما يكفي، حتى ذلك الحين لم تكن كل المومياوات متساوية، وكانت درجة التحنيط تعتمد على ثروة المتوفى ومكانته، وبالمثل كانت التوابيت الشبيهة بالدمى مخصصة فقط للأثرياء والمشاهير في مصر.
وأكدت المجلة الأيرلندية أنه بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون التحنيط، تم إجراء العملية بواسطة محنطين مهرة، حيث وصفهم المؤرخ اليوناني ديودوروس بأنهم يستحقون كل احترام وتقدير، مرتبطين بالكهنة وحتى القدوم والذهاب إلى المعابد دون عائق، مما لا يثير الدهشة أن نوع التحنيط الذي حصلت عليه، وطريقة التحنيط التي تلقيتها تعتمد على وضعك الاجتماعي، وتطورت العملية أيضًا على مر القرون، وكان التحنيط من أهم أجزاء الديانة المصرية لأنه حفظ الروح لرحلتها إلى الآخرة.