المطران جورج خضر: الاختلاف الطبيعي بين الآراء ليس تعصبًا
نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، خطابا كنسيا كتبه المطران جورج خضر مطران جبيل جاء فيه أن المبتغى أن يتعايش القوم وهم واعون لخلافات حول القناعات الكبرى في مجتمع لا يجعل وحدته على أساس هذه القناعات ولكن على أساس المحبة الصرف وحق الإنسان في الاختلاف.
أما هذا الذي يجيء ويتهمك بالتعصب لكونك تدين بما تدين أو تقبل بشيء وترفض أشياء فانه يمارس عليك ارهابًا عقليًا، فليس من الإخلاص ولا من الاستنارة ولا من الفلسفة أن تقول أن كل مواقف الوجود متساوية أو هي إياها في العمق. فالأمور ليست كذلك ولو فرضناها كذلك لوجب أن نرتضي حق القائل بالعكس.
بعض الخبرات تدل على أن من اتهمك بالتعصب هو أكثر تجذرًا منك فيه وأنه يسقط عليك مرضه، هذا ما يكثر في أتباع الدين الواحد إذا اختلفت مذاهبهم. يريدك أن تكون مثله وأفضل وسيلة لإلغائك أن يتهمك بهذا الشيء المذموم الذي يسمى التعصب.
من جهة اخرى، احتفلت الكنيسة مؤخرا بعيد التجلي تزامنا مع احتفالات صوم السيدة العذراء مريم، وقال الانب نيقولا انه يُسمح بأكل السمك خلال صوم العذراء مريم في عيد التجلي، لأن عيد التجلي هو عيد سيدي خاص بالسيد يسوع المسيح. وهو من الأعياد السيدية الاثنا عشر الكبرى، التي يؤكل فيه السمك إن وقعت في صوم. وذلك اعتبار من الكنيسة الأرثوذكسية لفرح وبهجة العيد المُقام.
و لأن الرب يسوع المسيح أجرى معجزتين بالقليل من السمك والخبز، حيث باركها وأشبع منها جموعًا غفيرة، الأولى (متى 17:14-19) والثانية (متى 34:14-36). وكذلك أن الرب يسوع المسيح بعد صلبه وموته ودفنه وقيامته ظهر لتلاميذه بجسدة الممجد القائم من الأموات وتناول منهم سمكًا وأكل (لوقا 36:24-43).
كما أن السمكة في التقليد المسيحي هي رمز للمسيح، وقد استخدمها المسيحيون الأوائل بكثرة فيما بينهم كما لو كانت “كلمة السرّ” للتعرف على بعضهم البعض في أزمنة الاضطهاد، حيث أن حروفها الخمسة في اللغة اليونانية "ΙΧΘΥΣ" يُشكل كل حرف منها بداية لخمسة كلمات تُكوّن العبارة: "Ιησούς Χριστός Θεού Υιός Σωτήρ"، التي معناها بالعربية "يسوع المسيح ابن الله المخلص".