"عمله ببيع الكتب انعكس على كتابته".. حكايات هرمان هيسه صاحب نوبل
يحل اليوم ذكرى رحيل الروائي والشاعر هرمان هيسه، الذي توفي في 9 أغسطس 1962، في سويسرا، وهو أديب ألماني حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1946، فكان موضوع كتاباته وأعماله إيجاد الروح الإنسانية والهوية.
نشأته
وُلد هرمان هيسه، في 2 يوليو 1877، في كالو بألمانيا، والتحق بالمدرسة لفترة وجيزة في بلدة Göppingen، وبناءً على طلب من والده، التحق بمدرسة في Maulbronn في عام 1891، وعلى الرغم من كونه طالبًا نموذجيًا، إلا أنه لم يكن قادرًا على التكيف مع الدراسة وترك المدرسة بعد أقل من عام.
يقول هرمان هيسه عن نفسه: "كنت طالبا جيدا، أعرف اللغة اللاتينية جيدًا، واللغة اليونانية، لكنني لم أكن فتى يسهل إدارته، ولم أحب التكيف مع تعليم التقوى الذي يهدف إلى إخضاع الشخصية الفردية وكسرها".
تدرب هيسه، الذي كان يطمح إلى أن يصبح شاعرًا ، في مصنع Calw للساعات البرجية، ثم عمل في مكتبة توبنغن لاحقًا ، كان يعبر عن اشمئزازه من التعليم التقليدي، وهو ما ذكره في رواية Unterm Rad (1906؛Under the Wheel )، التي تدور حول طالب مُجتهد، فقد طفولته بسبب الدراسة المدرسية، التي أدت إلى تدمير نفسه.
أعماله الروائية والشعرية
نشر هيسه كتابه الأول وهو مجموعة شعرية، في عام 1899، وظل يعمل في مجال بيع الكتب حتى عام 1904، وعندما أصبح كاتبًا مستقلاً وأخرج روايته الأولى "بيتر كامينزيند" التي تدور عن كاتب فاشل ومشتت، فقد حققت الرواية نجاحًا كبيرًا.
كما انعكست زيارته إلى الهند في هذه السنوات في وقت لاحق عام 1922، على كتاباته، فألف روايته الشهيرة Siddhartha، وهي رواية شعرية تدور أحداثها في الهند في زمن بوذا، حول البحث عن التنوير.
وخلال الحرب العالمية الأولى، عاشت هيسه في سويسرا، وكتبت شجبًا للنزعة العسكرية والقومية، وعكف على تحرير مجلة لأسرى الحرب والمعتقلين الألمان، وأصبح مقيمًا دائمًا في سويسرا في عام 1919 ومواطنًا في عام 1923، واستقر في مونتاجنولا.
اهتم هرمان هيسه بمسألة الوجود الإنساني، وبحث عنها وعالجها في أغلب رواياته، مبيناً أن لكل إنسان في هذا الكون رسالة خاصة به، يحقق من خلالها وجوده.
كما أصدر هيسه روايته "دميان" عام 1919، والتي تدور حول بطل الرواية، الشاب سانكلر، ومراحل النضج التي يختبرها الإنسان في تكوين شخصيته منذ زمن الطفولة حتى البلوغ.
ويرى النقاد أن هرمان هيسه، أحد أبرز روائيي القرن العشرين الألمان، حيث استمر الروائي والشاعر هيسه في استكشاف النفس البشرية والبحث عن الذات، وهو الذي قال: "إن دور الكاتب ليس تفسير العصر الذي يعيش فيه، أو تحسينه، بل استخدام معاناته الشخصية وأحلامه لإطلاع القارئ على عالم كامل من الصور والروح والخبرة."