البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى كهنة روما: "الخدمة الكهنوتية لا تقاس بالنجاحات الرعوية"
وجّه قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، رسالة إلى كهنة أبرشيته قال خلالها: "أرغب في أن أبلغكم بفكر مرافقة وصداقة، آمل أن يعضدكم بينما تمضون قدماً في خدمتكم، بما تحمله من أفراحٍ ومصاعبٍ وآمالٍ وخيباتٍ، نحن بحاجة إلى أن نتبادل نظرات مليئة بالعناية والرحمة، وأن نتعلم من يسوع الذي كان ينظر إلى الرسل بهذه الطريقة، دون أن يطالبهم بجدول زمني يمليه معيار الكفاءة، بل مقدماً لهم الاهتمام والراحة. وهكذا، لما عاد الرسل من رسالتهم متحمسين ولكن متعبين، قال لهم المعلّم: "تعالوا أنتم إلى مكان قفر تعتزلون فيه، واستريحوا قليلاً".
وأضاف بابا الفاتيكان: “أفكر فيكم في هذه اللحظة التي يمكن أن تكون فيها، بالإضافة إلى النشاطات الصيفية، القليل من الراحة بعد التعب الرعوي للأشهر الماضية. وأود قبل كل شيء أن أجدد شكري لكم،أشكركم على شهادتكم، أشكركم على خدمتكم. شكرًا لكم على الخير الخفي الكثير الذي تقومون به، شكرًا لكم على المغفرة والعزاء الذي تقدمونه باسم الله”.
وقال إنَّ خدمتنا الكهنوتية لا تُقاس بالنجاحات الرعوية ، لأنه في صميم حياتنا لا يوجد حتى جنون النشاطات، وإنما الثبات في الله لكي نثمر. إنه راحتنا. والحنان الذي يعزينا ينبع من رحمته، من قبول فائض نعمته، التي تسمح لنا أن نمضي قدمًا في العمل الرسولي، وأن نتحمل الإخفاقات والفشل، ونبتهج ببساطة قلب، وأن نكون ودعاء وصبورين، وأن ننطلق ونبدأ من جديد على الدوام، وأن نمُدَّ يدنا للآخرين.
وتابع: "أشعر أنني أسير معكم وأود أن أجعلكم تشعرون بأنني قريب منكم في أفراحكم وفي آلامكم وفي مشاريعكم وجهودكم وفي مراراتكم وتعزياتكم الرعوية. لكنني أريد بشكل خاص أن أشارككم الرغبة في الشركة، العاطفية والفعالة، بينما أقدّم صلاتي اليومية لكي تُعزز كنيستنا الأم في روما، المدعوّة لكي ترأُس بالمحبة، عطية الشركة الثمينة في نفسها أولاً، وتجعلها تنمو وتنبت في مختلف الحقائق والحساسيات التي تكوِّنها. على كنيسة روما أن تكون نموذجًا للشفقة والرجاء للجميع، مع رعاتها الجاهزين والمستعدين على الدوام لكي يمنحوا غفران الله، مثل قنوات رحمة تروي عطش إنسان اليوم".