المشروع الوطني للقراءة.. تجربة فريدة للمشاركين وإقبال مميز من ذوي الهمم
يعد المشروع الوطني للقراءة الذي تنظمه مؤسسة البحث العلمي (مصر-دبي) من أهم المشروعات الثقافية الفريدة التي تم إطلاقها في المدارس والجامعات المختلفة لاستعادة أهمية القراءة في إثراء الفكر وبناء الإنسان، وبعد النجاح الكبير الذي حققته الدورات السابقة، تقوم المؤسسة حالياً بالتصفيات النهائية للدورة الثالثة.
وقال هشام السنجري مدير المشروعات التربوية بمؤسسة البحث العلمي إن نجاح الدورات السابقة صنع ٨٠ سفيراً للمشروع الوطني للقراءة من الطلاب والمعلمين الذين فازوا في الدورتين السابقتين، مؤكداً أن التصفيات النهائية ستنتهي غداً الثلاثاء على أن يتم إعلان أسماء الفائزين والاحتفاء بهم في نهاية شهر سبتمبر المقبل.
وأضاف السنجري أن هناك مشاركة مميزة من ذوي الهمم منذ بداية المشروع ولكن تزايد العدد بشكل ملحوظ هذا العام يؤكد نجاح الهدف من المشروع وهو عودة الإقبال على القراءة وتنمية روح الولاء والانتماء لدى مختلف الطلاب، مشيراً إلى أن المؤسسة ترعى جميع الفائزين في جميع مراحلهم وتقدم لها الدعم اللازم.
من جانبها، أكدت ليلى الزبدة رئيس لجنة التحكيم بالمشروع الوطني للقراءة - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن المشروع يعد أحد أهم المشروعات الدائمة في مصر لأنه يزيد من المخزون المعرفي للطالب، حيث أن القراءة هي مفتاح المعرفة.
وعن المعايير التي يتم من خلالها اختيار الفائزين، قالت الزبدة إن من أبرز المعايير هي الفهم والاستيعاب، التنوع في قراءة الكتب، اللغة العربية الصحيحة، التفكير الناقد ومدى قدرة الطالب على التحليل وحل المشكلات، مضيفة أنه من خلال هذه المعايير يتم توجيه سؤال ثقافي للمشاركين للتعرف على مدى تأثير القراءة والثقافة في حياة الطلاب.
كما عبر الطلاب المشاركون عن سعادتهم بهذه التجربة الفريدة والمناقشات المفيدة التي حفزت عدداً منهم على المشاركة مرة أخرى في مراحل مختلفة، مؤكدين أن المشروع ليس مقتصراً فقط على كونه مسابقة للقراءة ولكنه مزيج من الأسرة المثقفة التي تشجع على العلم والمعرفة.
وتضم التصفيات النهائية للمشروع 881 متنافسا، وتستمر لمدة 3 أيام متواصلة من 6 وحتى 8 أغسطس، وسط أجواء حماسية للمشاركين من جميع محافظات الجمهورية ، ويتم من خلالها اختيار 20 فائزا بفئة الطالب المثقف (طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية)، و10 فائزين بفئة القارئ الماسي (طلاب الجامعات)، و10 فائزين بفئة المعلم المثقف (معلمي التعليم قبل الجامعي في جمهورية مصر العربية)،وخمس مؤسسات في بعد المؤسسة التنويرية.
ويُذكر أنه تم إطلاق المشروع الوطني للقراءة في عامه الأول في مارس 2020 بهدف تنمية الوعي بأهمية القراءة، وتمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار، ودعم قيمهم الوطنية والإنسانية، حيث تتمثل رسالته في إحداث نهضة نوعية في القراءة عبر جعلها أولوية لدى فئات المجتمع، ويسهم المشروع الوطني للقراءة في إثراء البيئة الثقافية، كما يؤسس إلى العناية بالكتب الناشئة عبر إثراء المكتبات ورفع جودة المحتوى والإخراج، وتشجيع المؤسسات والمشاركات المجتمعية الداعمة للقراءة، عبر تقديم مشروعات ثقافية نموذجية مستدامة، وذلك وفق خطة عشرية تتوافق مع رؤية مصر 2030.
ويرتكز المشروع على أربعة أبعاد ومنافسات رئيسة، وهي: منافسة في القراءة بين طلاب المدارس الحكومية والخاصة وكذلك المعاهد الأزهرية للحصول على لقب "الطالب المثقف"، ومنافسة في القراءة لطلاب الجامعات على لقب "القارئ الماسي"، ومنافسة في القراءة للمعلمين على لقب "المعلم المثقف"، وأخيراً منافسة خاصة بالمؤسسات المجتمعية للحصول على لقب "المؤسسة التنويرية".
وتشترط المنافسة عدة معايير منها قراءة 30 كتاباً في مجالات المعرفة المتنوعة، ثم تلخيصها في مُدَوّنتيْ الإنجاز بالنسبة لبُعد الطالب المثقف، أو على الموقع الإلكتروني للمشروع لبُعدي القارئ الماسي والمعلّم المثقف.
ويقدر إجمالي القيمة المالية للجوائز التي يحصل عليها جميع الفائزين بمبلغ عشرين مليون جنيه شاملة المنافسات الأربع؛ حيث يحصل فائزو البعد الأول على جوائز تبدأ من 50 ألف جنيه وتصل إلى مليون جنيه بالإضافة إلى كأس الطالب المثقف، كما يتسلم فائزو البعد الثاني جوائز تبدأ من 100 ألف جنيه وتصل إلى مليون جنيه للمعلم المثقف الحائز على المركز الأول بالإضافة إلى كأس المعلّم المثقف.
وتبدأ جوائز البعد الثالث بجائزة مالية قدرها 100 ألف جنيه لتصل إلى مليون جنيه بالإضافة إلى كأس القارئ الماسي للفائز الأول ، بينما تبدأ جوائز البعد الرابع ب 100 ألف جنيه لتصل إلى مليون جنيه للمؤسسة الفائزة بالمركز الأول بالإضافة إلي كأس المؤسسة التنويرية فضلاً عن رحلات ثقافية للأوائل في الأبعاد الثلاثة الأولى.
ويحصل المنسقون والمحكّمون ممن فاز أحد مشاركيهم بأي من المراكز العشرة الأولى على نسبة 10% من قيمة الجائزة المالية للفائز طبقا لمركزه وشهادة تقدير على جهوده في ذلك.