هل تنجح السعودية فى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟
تعتزم المملكة العربية السعودية إجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا في جدة خلال الأيام المقبلة، بحضور ممثلين عن نحو 30 دولة، دون مشاركة روسيا، وبحسب وسائل إعلام غربية تستعد السعودية لاستضافة هذه المحادثات بين الدول الغربية وأوكرانيا والدول النامية الرئيسية بما في ذلك الهند والبرازيل.
وقال الكاتب والباحث السعودي عماد المديفر، إن هذه المباحثات تأتي في توقيت دخلت فيه أطراف الصراع لمرحلة تجعلها ربما أكثر واقعية، لا سيما في ظل الدعم الغربي غير المحدود لأوكرانيا والذي تقوده بالطبع الولايات المتحدة ودول حلف الناتو، كما تأتي هذه الاستضافة السعودية لمحادثات السلام بشأن أوكرانيا كدلالة واضحة على مدى التأثير السعودي على الساحة الدولية والتأكيد على دور المملكة في إحلال السلام.
وأضاف المديفر لـ"الدستور" أن هذه العوامل مع حضور يشمل مسئولين من 30 دولة للمشاركة، بما فيهم ممثلون لدول مجموعة البريكس حلفاء روسيا كالصين والهند، بالإضافة لممثلي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وباهتمام ومتابعة روسية خاصة تجعل من المتوقع أن يكون لهذه الاستضافة السعودية دور إيجابي في إنجاح هذه المحادثات.
وأشار إلى أنه حسب ما المتوفر من المعلومات، فإن المحادثات ستتخذ شكل الطاولة المستديرة سياسيا، أي أن الرعاية ستكون واسعة، وتشارك فيها أطراف دولية متعددة، إلا أن الرياض ستلعب دور الميسر في جدة، بين قوى عظمى ومتحاربين على عداء تاريخي قديم، في أدق ملف عسكري في زمننا الحالي، وله تبعاته الكبرى على الأمن والسلم الدوليين وعلى الأمن الغذائي والاقتصاد العالمي.
وواصل المديفر قائلًا: “لا أحد بإمكانه التكهن بما يتعلق بإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، خاصة أن المصالح المعقدة والمتداخلة والتدمير الحاصل وضغوط الحلفاء وأجندات المستفيدين من الحرب والأحلام الأيديولوجية والصناعات العسكرية عند كل الأطراف والعواطف الجرارة والمتدفق، كلها تؤثر في أي تفاوض سلمي”.
ونوه بأن التحدي الأكبر أمام السعودية لأنها اجتازت حاجز الثقة الدولي مع روسيا والصين وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، والأهم أنها فرضت الاعتراف الإيجابي بدورها الدولي على الولايات المتحدة التي انتقلت إدارتها من مرحلة انتقادها إلى مرحلة البحث عن جسر جديد مبني على اتفاقية تعاون استراتيجي كبير.
من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي علي الحازمي، إن العام 2023 من الأعوام الصعبة التي تحدثت عنها المؤسسات الدولية من حيث انخفاض معدلات النمو وارتفاع التضخم ومستويات الديون العالمية والأمن الغذائي، وكل المخاطر الجيوسياسية تحتم الجلوس على طاولة واحدة؛ من أجل وقف هذه الحرب التي أتت على الأخضر واليابس، ولم ترهق روسيا وأوكرانيا وحدها، ولكنها أرهقت دول العالم، سواء كانت لها تدخل مباشر أو غير مباشر في هذه الحرب.
وأضاف الحازمي لـ"الدستور"، أن المملكة ليس لديها أوراق ضغط على أطراف الصراع، لكنها دولة محايدة قادرة على صناعة سلام عالمي، وروسيا لن تقبل وساطة أوروبية أو أمريكية لأنها تعتبر المعسكر الغربي طرفًا في الحرب، وعندما ننظر في دول مجموعة العشرين اللاعبة المهمة في الاقتصاد والسياسة العالمية نجد أن المملكة وحدها القادرة على صنع السلام، في ظل تحفظ الولايات المتحدة على أن تكون دولة مثل الصين راعية للسلام العالمي.
وتابع بقوله: السعودية هي واحدة من الدول القلائل المقبولة لتكون طرفًا في إحلال السلام، ووقف هذه الحرب، والمملكة لعبت دورًا مهمًا قبل أشهر في عملية تحرير وتبادل الرهائن بين روسيا وأوكرانيا، ووجود 30 دولة على الأراضي السعودية ستخرج بنتائج جيدة لأن المملكة لم تطلب عقد القمة إلا إذا كان لديها مؤشرات على القدرة على اختراق الأزمة.