اختصار الإجراءات من 36 يومًا إلى 30 دقيقة فقط.. "النقل" تبذل جهودًا لتعظيم سياحة اليخوت
أصبحت السواحل المصرية وموانئها، ضمن الوجهات السياحية لأصحاب اليخوت، كانعكاس مباشر للخطوات والإجراءات التي اتخذتها الدولة لتعظيم هذا النوع من السياحة، وذلك استنادًا إلى طفرة رقمية وخدمية أنجزتها وزارة النقل، وأعلنها قطاع النقل البحري حول اختصار زمن الحصول على الموافقات والتي كانت تمتد لنحو 36 يومًا في بعض الأحيان إلى 30 دقيقة فقط، وتتم من خلال نافذة رقمية واحدة لليخوت.
وبذلك تصبح مصر أحد الدول الواعدة جنوبي المتوسط والمطلة على البحر الأحمر في جذب سياحة اليخوت، استنادًا على المقومات السياحية الأخرى التي تمتلكها، وتنضم بذلك إلى العديد من الدول والموانئ التي تمثل الوجهات الأشهر لسياحة اليخوت شمالي المتوسط مثل الريفييرا الفرنسية وسردينيا الإيطالية، وجزر البليار في إسبانيا، وكرواتيا واليونان، ومونتيجرو وساحل أمالفي وصقلية وجزر إيولية وكورسيكا وجزر إيونية ومالطا.
وأعلن قطاع النقل البحري (التابع لوزارة النقل) في يوليو الجاري عن النافذة الرقمية التي يتولى إدارتها وتشغيلها والإشراف عليها وتطويرها، وما تتيحه من إمكانية لمالك اليخت أو من ينوب عنه بإدخال بيانات اليخت والركاب ورفع المستندات والوثائق المطلوبة وميعاد الوصول والميناء المطلوب الرسو فيه وبرنامج الرحلة بالكامل مثلما يتم في الدول الرائدة في هذا المجال.
وتقوم النافذة الرقمية بإرسالها آليًا إلى الجهات المعنية لمراجعة البيانات والمستندات والمقابلات المطلوبة وإرسال موافقاتها إلى موقع النافذة الرسمية بقطاع النقل البحري لإصدار موافقة واحدة على برنامج الزيارة وذلك خلال 30 دقيقة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك إصدار فاتورة واحدة لليخت الأجنبي يتم تحصيلها إلكترونيًا من خلال النافذة بالدولار الأمريكي.
ويتزامن هذا الاجراء مع حملة ترويجية أطلقتها وزارة النقل لجذب وتعظيم سياحة اليخوت وإلقاء الضوء على الآليات التي اتخذتها الحكومة لتعظيم هذا النوع من السياحة في مصر، وتبسيط وتسريع الإجراءات الخاصة بها عند وصول ومغادرة اليخت الأجنبي للموانئ والمراين السياحية التي تقع على سواحل الجمهورية؛ لاسيما وأن عوائد تلك السياحة لوزارة النقل فقط تصل إلى مليار دولار سنويًا.
وأوضح بيان النقل البحري أنه تم وضع رابط بموقع النافذة الرقمية الواحدة لليخوت الأجنبية للمواقع الرسمية لكل من إدارة الجوازات والهجرة والجنسية للحصول على تأشيرة إلكترونية لدخول الركاب المتواجدين على اليخت، وكذلك للموقع الرسمي لهيئة قناة السويس لإتمام إجراءات عبور اليخت الأجنبي للمجرى الملاحي الدولي "قناة السويس" إذا كان ضمن برنامج الرحلة لليخت وطبقاً لموقع المغادرة وموقع الوصول.
ويعد البحر المتوسط أحد المقاصد الرئيسية لسياحة اليخوت، وتستحوذ عليها دول الشمال وشرق المتوسط سواء على مستوى المقاصد أو الإنتاج والصيانة، لتقديم الخدمات لما يناهز (وفق التقديرات الإحصائية) نحو 300 ألف يخت، وبدخول مصر هذا المجال تتسع الرقعة الجغرافية للإبحار والسياحة نحو جنوب المتوسط، إضافة إلى فرص أخرى واعدة تتعلق بعمليات الخدمات والصيانة والإصلاح، وصولًا إلى الإنتاج والتصنيع.
كما اتخذ قطاع النقل البحري إجراء بتوحيد كود لإنشاء وتشغيل المراين والموانئ ليكون دليل لجميع المتعاملين يتضمن مواصفات الأرصفة والطاقات الاستيعابية والخدمات المقدمة وقنوات الاتصال بالموانئ والمراين المصرية المقامة حاليًا - بيان بالإجراءات والموافقات الواجب اتخاذها لإنشاء مارينا دولية لاستقبال اليخوت الأجنبية مباشرة أو إنشاء مارينا محلية - إدراج الجهات المعنية ومهامها ومتطلباتها من إنشاءات وأجهزة ومعدات والتي يلزم توافرها بالموانئ والمراين الدولية لإنهاء إجراءات اليخوت الأجنبية القادمة إلى مصر - شرح لجميع واجهات النافذة الرقمية الواحدة لليخوت الأجنبية وكيفية التعامل معها - إدراج جميع القوانين والقرارات واللوائح التنفيذية المنظمة لإنشاء وتشغيل وإدارة الموانئ والمراين السياحية.
كما تم تحديد تعريفة موّحدة لرسوم التراكي على جميع الأرصفة ومحطات الركاب والموانئ السياحية التابعة لوزارة النقل وبعملة واحدة لتلافي مشكلة تضارب رسوم التراكي الخاصة باليخوت الأجنبية بالموانئ المصرية، مع عدم التدخل في مقابلات التراكي وتقديم الخدمات بالمراين السياحية الخاصة والتي سيتم الإعلان عنها من خلال النافذة الرقمية الواحدة لليخوت الأجنبية، وإطلاق الحرية لمرتادي اليخوت الأجنبية في اختيار مكان الرسو (ميناء تجاري عام / مارينا خاصة) وطبقًا للأسعار المعلنة والخدمات المقدمة والظهير السياحي المطلوب زيارته كما أنه يدخل من ضمن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتعظيم سياحة اليخوت في مصر وتبسيط الاجراءات الخاصة بها السماح لليخوت الأجنبية بالمغادرة من أي ميناء أو مارينا سياحي دون التقيد بالمغادرة من ميناء أو مارينا الوصول.
وامتد جهود الدولة نحو تعظيم سياحة اليخوت من خلال منح السائحين الأجانب الوافدين على اليخوت إقامة سياحية لمدة 3 شهور بدلاً من شهر، بقرار من رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.
وراعى هذا القرار ما قد يواجهه مرتادي اليخوت الأجنبية من تقلبات للعوامل الطبيعية أو مواقف طارئة (سوء أحوال جوية – أعطال تمنع اليخت من المغادرة - ..) وعدم القدرة على الالتزام بالمغادرة باليخت خارج البلاد في التوقيتات المناسبة لمتطلبات الإبحار الآمن للطاقم والركاب.
وشمل القرار توجيه وزارة الخارجية لكافة السفارات والقنصليات المصرية بالخارج بمنح السائحين الأجانب الوافدين على متن اليخوت السياحية الأجنبية إقامة سياحية لمدة 3 شهور بدلاً من شهر.
واستكمالًا لتقديم الخدمات السياحية ذات الجودة والكفاءة حرصت وزارة النقل، على تدشين دورات تنشيطية مجانية للعاملين على اليخوت السياحية في المدن الساحلية ومنها مدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر، ووجه وزير النقل كامل الوزير، بالتنسيق مع معهد تدريب الموانئ والمختصين في وزارة السياحة ومحافظة البحر الأحمر وغرفة سياحة الغوص لتنفيذ الدورات التدريبية واتخاذ كافة الإجراءات التي تسهم في تنمية الاستثمارات السياحية بشكل كبير وفي إطار خطة الوزارة للاهتمام والنهوض بالعنصر البشري وبناء القدرات الفنية لتلك الكوادر المهمة في رفع مستوى الأمن والسلامة للعاملين في قطاع سياحة اليخوت بما يحقق تقديم خدمة بكفاءة عالية لراغبي الحصول على سياحة السفاري واليخوت السياحية بالبحر الأحمر.
وسبق أن أعلن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، عن تطوير مراسي اليخوت في موانئ القناة بحيث تكون صديقة للبيئة، إلى جانب الاشتراك بين الهيئة والقطاع الخاص لدخول مجال إنتاج اليخوت السياحية والترويج لها لتلبية الطلب المتزايد عليها؛ بما يستهدف تحقيق عوائد قد تصل إلى 200 مليار دولار في السنة.
وتكاملًا مع هذا الهدف، كشف وزير النقل كامل الوزير، عن إنشاء مصنع صلب بالتعاون مع القطاع الخاص لإنتاج ألواح الصلب ذات السماكة المناسبة لصناعة اليخوت.