سلمى مبارك: داود عبدالسيد أكثر سينمائى مصرى متماهٍ مع عالم الأدب
استهلت دكتورة سلمى مبارك، أستاذ الأدب المقارن ودراسات الأدب والسينما في كلية الآداب بجامعة القاهرة، حديثها خلال مناقشة وتوقيع كتاب "داود عبدالسيد.. سينما الهموم الشخصية" للكاتب علاء خالد، عن نوع هذه الكتابة.
وقالت "مبارك": نحن أمام كتاب لشاعر وأديب عن السينما وعن سينمائي على وجه الخصوص. والكتاب بالطبع ليس رواية ولكن هل هو كتابة نقدية بالمعنى المتعارف عليه؟ وفي الحقيقة لا يمكن الإجابة عن السؤالين بـ نعم.
وأوضحت مضيفة: نحن أمام وسيطين يتداخلان من خلال الشاعر علاء خالد مع الموضوع وهو السينما. أيضًا نحن ومن خلال الكتاب أمام وسيطين آخرين أو شكلين من أشكال الكتابة. الكتابة الإبداعية لأن علاء خالد يقدم نفسه من خلال الكتاب، ككتابة إبداعية وكذلك كتابة نقدية، وكأننا أمام كتاب تخرج منه أذرع متعددة تمسك بعناصر متباينة ومختلفة، وهو الأمر الملفت في هذا الكتاب.
وتساءلت دكتورة سلمى مبارك: هل يمكن تصنيف هذه الكتابة؟ أعتقد أن هذه الكتابة لا يمكن تصنيفها بالشكل التقليدي، لكن من المؤكد أنها تتخذ موقعها في كتابات ليست دارجة بعد في الكتابة بالعربية، لكنها موجودة وبدأت تظهر في الغرب منذ حوالي 30 سنة باعتبارها كتابة مهجنة كما تسمي هناك، أو كما يسميها النقاد الغربيون شكلًا من أشكال "السينفيميا"، وهي كلمة فرنسية ولكنها انتشرت في لغات عدة ومن ضمنها اللغة العربية وتعني الشغف في الثقافة السينمائية، أو أن الأديب يقدم كتابة لها خصوصية الأدب في تناوله للسينما.
وتابعت "مبارك" مضيفة: هذه الكتابة الجديدة التي تجمع بين كثير من الوسائط، نجدها أحيانًا في الأدب عندما يستخدم الروائي السينما كمادة للحكي، لكن في هذا الكتاب - داود عبدالسيد… سينما الهموم الشخصية - أمام شكل مختلف، وهو أننا أمام روائي وشاعر وأديب يتعامل مع السينما ويستخدمها على أنها حيلة للعودة إلى ذاته، وهو ما يقوله علاء خالد أن كتابه هو تسليط الضوء على أفلام داود عبدالسيد، لكنه أيضًا تسليط الضوء على أفكار المؤلف الشخصية.
على جانب آخر، علاء خالد وقع اختياره بالذات على داود عبدالسيد والذي يعد أكثر صانع سينما مصري متماهٍ مع عالم الأدب، ليس لأنه قدم أفلامًا مقتبسة عن أعمال أدبية، ولكن لأن سينما داود عبدالسيد يتجلي فيها مفهوم سينما المؤلف بشكل واضح وقوي بالنسبة لأبناء جيله، ومعروف بالطبع أن سينما المؤلف هو مفهوم ظهر في الخمسينيات، وساهم بشكل كبير في تطوير الكتابة السينمائية واللغة الفنية للأفلام.