محمد خان.. الحريف
اختار أن تكون عدسته وحدسه الفنى الذى لم يخذله أبدًا، سلاحًا للدفاع عن آرائه وتصوراته عن الحياة والناس والعالم، نجح بكل مهارة فى تحويل أى سيناريو مكتوب إلى عمل فنى يظل حيًا فى قلوب المشاهدين، وقدم لنا ولجمهوره العريض العديد من الأفلام التى ترجمت قضاياهم وأحلامهم وواقعهم.
هو المبدع الكبير محمد خان، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم ٢٦ يوليو ٢٠١٦، تاركًا أعمالًا قوية لا تزال تمنحنا السعادة وتجعلنا نحلم دائمًا بالعيش فى عالم أفضل.
«المخرج الصادق لا بد أن يكون اشتراكيًا لتحقيق العدالة الاجتماعية».. هكذا رأى محمد خان مهمته، وعلى أساسها أخرج إلى الناس ٢٤ فيلمًا، عكس فيها آلامهم وأفراحهم وضحكاتهم وبكاءهم وصمتهم العاجز. فمن يبحث عن أبطال أعمال محمد خان، سيجدهم فى الشارع وسيشعر بنبض المدينة وبضوضائها وبحركة السيارات، ليكون ضمن رواد الواقعية الجديدة فى السينما.
نجح على مدار مسيرته الفنية فى إظهار النساء بصورة تليق بها، فهى ليست السنيدة لدور الرجل البطل مثلما تظهر فى الكثير من الأفلام، فكان واعيًا بالقضايا النسوية التى ما زال الجدال حولها دائرًا إلى الآن.
لم ير المرأة مظلومة، بل كان أبطال معظم أفلامه من الفتيات والسيدات اللواتى يبحثن عن أنفسهن ويواجهن مجتمعًا متسلطًا، بل جعل المرأة تستطيع أن تكافح وتناهض من أجل حقوقها دون صراخ أو افتعال.