الفريسة والصياد
حكايتنا عن صياد، ما تقدرش تمنع نفسك من وصفه بـ إنه "صياد شاطر"، مع إن شطارته دي محل شك أو على الأقل مراجعة. شطارته مش راجعة لـ إنه أسرع أو أقوى أو أمهر أو عنده أدوات أحدث، أو بـ يرسم خطط لعمل فخاخ وكماين لـ الفريسة، تؤ، شطارته كانت في حاجة تانية خالص.
هو فكر إنه الدوشة سلاح خطير جدًا محدش فكر إنه يستغله، الدوشة بـ تعمل ضغط على سامعيها، وتشوش أفكارهم، وتقلل تركيزهم، وتغلوش على الأحداث المحيطة، خصوصًا لو كانت الدوشة دي بـ تيجي بـ صورة غير متوقعة، علشان كدا عملوا كلاكسات العربيات.
فكرة الكلاكس إنك تعمل إزعاج لـ السواق أو المارة، فـ تخليه يتوقف عن اللي بـ يعمله، لـ ذلك استعمال الكلاكس في العموم ممنوع، لازم يكون فيه سبب، وغالبًا بـ يتوجه لـ حد غلط، حد مسار ما يصحش ياخده، فـ إنت بـ تقول له: ستوب! كفاية كدا.
طيب الصياد هـ يعمل إيه بـ الدوشة؟ هو فكر في إنه كل كائن حي عنده درجة معينة من تحمل ضغط الدوشة، فـ هو لو عمل مزيكا صاخبة، بـ درجة ذبذبة معينة، وسجلها على جهاز، هـ يقدر يشل حركة الحيوان دا ويدوخ، فـ هو يتولى أمره بـ سهولة، ويسحبه بره الغابة.
بـ الممارسة، وبـ الغتاتة، وبـ الخبرة في صناعة الصخب، قدر صيادنا إنه يعمل الدوشة المناسبة لـ كل حيوان، مهما كان قوي أو مفترس أو ضخم أو مكار، فيل بقى ولا نمر ولا ديب ولا دب ولا حتى أسد، كله بقى تحت السيطرة، وبقى كل ما الصياد يدخل الغابة لازم يرجع بـ صيد ثمين، أو بـ اللي هو عايزه عمومًا، لـ حد ما جه اليوم الموعود.
دخل الصياد الغابة، وقرر إنه هـ يرجع النهارده بـ أسد، حشد المزيكا اللي بـ تدوخ الأسود، دخل الغابة، ومن على بعد كبير شاف الأسد المنشود، فـ راح مشغل دوشته، وبدأ يعلى بـ التون، ويستعد إنه يحصل زي ما بـ يحصل كل مرة، لكن ما حصلش.
اللي حصل إنه الأسد في الأول ما اداش أي رد فعل، وفضل يتمشى، والصياد محتار إيه اللي حصل، هو طبعًا كان بـ يسد ودانه ساعة ما يشغل الدوشة، فـ شال القطن من ودنه، هو نفسه قرب ينهار من المزيكا، لكن الأسد ما تأثرش، فـ رجع القطن وحاول يفهم فين المشكلة.
بعد شوية الأسد انتبه لـ وجود كائن حي، لحم أحمر، شمه، وبدأ يتفحص المشهد ويدور عليه لـ حد ما شافه، هنا الصياد تحول لـ فريسة، وبدأ يفكر إزاي ينفد بـ جلده من الهجوم الوشيك!
طبعًا ما أمكنش إنه يهرب، شافه الأسد، وبـ منتهى القوة والسرعة والثبات جري عليه، وانقض انقضاض يليق بـ ملك الغابة، وفتك بيه، وسحبه لـ عرينه.
على الشجرة كان فيه قردين قاعدين يراقبوا المشهد، فـ واحد منهم قال لـ التاني: مش قلت لك يا زميلي إنه الصياد المزعج دا، مسيره يقع في الأسد الأطرش.