توتر وخوف فى الخرطوم وأم درمان بسبب القصف والانفجارات
لا تزال مدن الخرطوم وأم درمان وبحري تعاني من الفوضى والخوف بسبب النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أودى بحياة عشرات المدنيين وأصاب العشرات الآخرين وأجبر الملايين على النزوح.
ففي أمس الخميس، حلق الطيران الحربي التابع للجيش فوق المدن الثلاث، وقصف عدة مواقع يشتبه بأنها تحت سيطرة قوات الدعم السريع، التي تملك نفوذاً كبيراً في المناطق الغربية والجنوبية من المدن.
وسُمع دوي انفجارات عنيفة في أحياء متفرقة، لم يُعرف مصدرها أو تأثيرها حتى الآن، مما أثار حالة من الذعر والهلع بين السكان، الذين يواجهون نقصاً حاداً في المواد الغذائية والطبية والكهرباء.
وأغلقت بعض المحلات التجارية والصيدليات أبوابها خوفاً من تكرار عمليات السلب والنهب التي شهدتها المدن في الأسابيع الماضية.
كما شهدت حركة المرور شللاً في الشوارع الرئيسية، بسبب إغلاق بعض المؤسسات والمدارس والجامعات، وتخوف بعض الموظفين من التعرض للخطر أثناء تنقلهم.
ولم يصدر أي تصريح رسمي من طرفي الصراع حول آخر التطورات على الأرض، في ظل فشل جميع المحاولات السابقة لإحلال هدنة أو حوار بينهما.
من جانبها، أكدت مصادر مطلعة في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية، إن هناك جهوداً دولية وإقليمية تبذل لإنهاء الأزمة، وأن هناك اتصالات جارية بين ممثلين عن كلا الطرفين لإجراء مفاوضات غير رسمية.
ويرى محللون أن هذه الأزمة تشكل تهديداً خطيراً للاستقرار والأمن في السودان والمنطقة، وأنها تستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لحماية المدنيين وإجبار طرفي الصراع على التوصل إلى حل سلمي.
ويحذرون من أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واقتصادية، وإلى تفاقم الأوضاع الصحية والبيئية، وإلى تعميق الانقسامات السياسية والاجتماعية في البلاد.
ويطالبون بضرورة توفير المساعدات الإنسانية والطبية للمتضررين من الحرب، وبضرورة تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
ويشيرون إلى أن هذه الأزمة تؤثر سلباً على مستقبل السودان، وعملية الانتقال الديمقراطي التي بدأت بعد إطاحة نظام عمر البشير في أبريل 2019.
ويدعون إلى ضرورة استئناف الحوار الوطني بين جميع الأطراف السودانية للتوافق على رؤية مشتركة لبناء الدولة.