"برومثيوس الأمريكي".. قصة الكتاب الذي اقتبس منه كريستوفر نولان فيلم "أوبنهايمر"
يُعرض حاليًا في قاعات السينما فيلم "أوبنهايمر"، من تأليف وإخراج كريستوفر نولان، ويدور حول قصة حياة جونيور روبرت أوبنهايمر الذي أشرف على مشروع القنبلة الذرية التي قادت إلى تدميرات كبرى بالقرن الماضي.
قيل الكثير عن الفيلم الذي انتظره المشاهدون والنقاد طويلًا، ولكن القليل من يعرف أن الفيلم مستوحى من "كتاب في السيرة" في أكثر من 700 صفحة بعنوان "برومثيوس الأمريكي".
كتاب برومثيوس الأمريكي
وفقًا لما جاء في موقع the messenger، فإن كتاب "برومثيوس الأمريكي" من مارتن ج. شيروين وهو مؤرخ أمريكي وأستاذ ومؤلف، اهتم في أعماله بالتركيز على الحرب الباردة والأسلحة النووية، ونشر سبعة كتب بما في ذلك "بروميثيوس الأمريكي: انتصار ومأساة جي روبرت أوبنهايمر".
يركز الكتاب على حياة وعمل أوبنهايمر؛ عالم الفيزياء الأمريكي الذي يُنسب إليه الفضل في صنع القنبلة الذرية.
في عام 1980، وقّع شيروين البالغ من العمر 43 عامًا آنذاك عقدًا لكتابة سيرة أوبنهايمر، قضى شيرون ساعات لا تحصى في تعقب المقربين للفيزيائي، بما في ذلك ابنه، وجمع ما يقرب من 50 ألف وثيقة حكومية رفعت عنها السرية.
أحد أهم الشخصيات الأمريكية في القرن العشرين
بعد 20 عامًا عجز خلالها على كتابة منجز نهائي، أصبح مقتنعًا بأن الكتاب لن ينتهي أبدًا. لكنه دعا صديقه المؤرخ كاي بيرد للانضمام إلى المشروع والمشاركة في كتابة الكتاب، وبعد عدة أشهر من محاولة إقناعه، وقّع بيرد على عقد العمل وأمضى المؤلفان السنوات الأربع التالية في صياغة ما سيصبح كتابًا مكونًا من 721 صفحة عن أحد أهم الشخصيات الأمريكية في القرن العشرين.
يضم الكتاب معلومات من 112 شخصًا تمت مقابلتهم، و83 صفحة من الملاحظات، وفهرس بطول 20 صفحة ظهر الكتاب في عام 2005، وفاز بجائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية في نفس العام وجائزة بوليتزر في عام 2006.
في عام 2021، شارك صديق لـ"بيرد"؛ المؤلف المشارك، مقالًا يشير إلى أن فيلم نولان التالي سيكون عن أوبنهايمر، لكن المؤلفين افترضوا أنه يستند إلى كتاب مختلف كمرجع.
في خريف ذلك العام، اتصل بهم نولان ليطلب منهم السفر إلى نيويورك ولقائه لكن شيرون البالغ من العمر آنذاك 84 عامًا كان مريضًا جدًا بحيث لا يستطيع السفر، فحلّ "بيرد" مكانه.
بعد بضعة أسابيع، توفي شيرون بسبب سرطان الرئة لكن المقربين منه اتفقوا على أنه كان سيستمتع بالضجيج المحيط بالفيلم وبرؤية عمله ينبض بالحياة.