الأزهر: الشريعة الإسلامية اشتملت على أفضل قواعد مهارات الاتصال الفعالة بين الزوجين
عقد الجامع الأزهر اليوم الحلقة الثالثة عشرة من برامجه الموجهة للمرأة، والذي يأتي تحت عنوان "مهارات التواصل الفعال بين الزوجين.. الطرق والمعوقات"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وحاضر في ندوة اليوم كل من: الدكتورة هبة عوف عبدالرحمن، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، والدكتورة نجلاء رسلان، أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر، وأدارتها الدكتورة سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
واستهلت الدكتورة هبة عوف، حديثها حول بيان مهارات وأسرار التواصل بين الزوجين في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وأوضحت الأساليب التي اتبعها النبي ﷺ مع زوجاته.
وأضافت أستاذ التفسير، أن الشريعة الإسلامية عنيت عناية فائقة بالعلاقة بين الزوجين، وحددت لها المنهج السوي، واشتمل القرآن الكريم والسنة النبوية على أفضل قواعد مهارات الاتصال الفعالة بين الزوجين، إلا أن بعض المسلمين قاموا باستيراد أنماط للمهارات الزوجية من الغرب بعيدة كل البعد عن الشريعة الإسلامية، مما كان له أثر سيء في بيوت المسلمين وعائلاتهم وتسريب عدوى الطلاق.
وأوضحت الدكتورة هبة عوف، أن رسول الله ﷺ ضرب لنا أروع الأمثلة في مهارات التواصل مع زوجاته، وقد علّمها أهل بيته وصحابته الذين نقلوها لعموم المسلمين، ليتبين منها أن تواصل النبي ﷺ مع زوجاته كان مبنيًا على الحب والتواضع وخفض جناح الرحمة.
من جانبها، كشفت الدكتورة نجلاء رسلان، أهمية التواصل الفعال من منظور الصحة النفسية، وأن التواصل أمر لا اختيار فيه ولا يكفي فيه المحاولة بل يلزم الزوجان الإصرار على تحقيقه حرصا على نجاح العلاقة الزوجية وديمومتها، كما بينت معوقات التواصل بين الزوجين.
وحثت الدكتورة نجلاء رسلان، الحاضرات بالاستمتاع بالحياة فلا حياة دون تواصل فعال، كما أوصتهن ببذل قصارى جهدهن في التواصل مع شريك حياتهن لما حباهن الله به من ذكاء وجداني واجتماعي وعاطفي أكثر من الرجل، محذرة من انعدام التواصل بين الزوجين إذ يفضي في النهاية إلى الجفاف العاطفي والاكتئاب ثم الخرس الزوجي.
فيما بيّنت الدكتورة سناء السيد، أن التواصل الفعال هو تواصل يشعر فيه الطرفان بالارتياح والأمان والمحبة، وعليه يُبني نجاح العلاقة أو إفشالها، أما التواصل الهدام فهو تواصل لا انفتاح فيه ولا ارتياح، تواصل يقابَل بالهجوم، ويخشى فيه أحد الطرفين أن يتربص به الطرف الآخر أو يتصيد له الكلمات.
وأضافت أنه لتحقيق التواصل الفعال يجب علينا ضبط العبارات، وتجنب الاتهامات والتهديدات، ولنحذر من النظرات السيئة والابتسامات الساخرة عند الحوار، ولنضبط لغة الجسد حفاظًا على استمرارية الحياة، ولنحرص على إكساب أولادنا مهارات التواصل أثناء التربية في مرحلتي الطفولة والمراهقة.
جدير بالذكر أن هذه البرامج تُعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.