صدور النسخة العربية لـ"تفسير سفر التسابيح" عن المركز القومى للترجمة
"تفسير سفر التسابيح" عنوان أحدث إصدارات المركز القومي للترجمة، وحمل الكتاب عنوان فرعي "من التراث العربي اليهودي"، والكتاب من تأليف سعديا بن يوسف الفيومي، نقله إلى الحرف العربي وقدم له أحمد محمود هويدي.
وفي هذا الكتاب ــ تفسير سفر التسابيح ــ يشير مؤلفه سعديا بن يوسف الفيومي، إلى أن السفر كلام ووحي من عند الله، ويحدد سبب نزول سفر المزامير، وسمى سعديا السفر باسم "التسابيح"، كما أطلق على سفر أيوب كتاب التعديل، وسفر "إشعيا" سماه كتاب "الاستصلاح" وغير ذلك.
واشترط سعديا بن يوسف الفيومي أن يكون التسبيح في القدس، ولا يجوز التسبيح خارجها، أما ما عدا ذلك فيكون عبارة عن قراءة وليس تسبيحًا.
إن الكتابات العربية اليهودية لها أهمية كبيرة في بيان العلاقات اليهودية الإسلامية على المستويين الفكري واللغوي في العصر الوسيط، فهي على المستوى اللغوي ضرورية للتأريخ لتاريخ اللغة العربية لأنها تمثل جزءا من التراث العربي.
كما أن المؤلفات العربية اليهودية مهمة في عمل المعجم التاريخي والاشتقاقي للغة العربية، ومن جانب آخر تساعد هذه الكتابات في عمل معجم عبري ــ عربي لفهم عبرية العصر الوسيط عند ترجمة النصوص المدونة باللغة العبرية ونقلها إلى اللغة العربية.
تأليف الأسفار الستة والأسفار التاريخية
كما طرح المركز القومي للترجمة، النسخة العربية لكتاب "تأليف الأسفار الستة والأسفار التاريخية"، للمستشرق الألماني والباحث التوراتي يوليوس فلهاوزن، والكتاب من ترجمة أحمد محمود هويدي.
في هذا الكتاب استطاع "فلهاوزن" بمهارة كبيرة أن يفصل الطبقات الأدبية بصورة محددة بعضها عن الآخر، ويتضح فصله بين القصص والأحداث التاريخية عن المادة الدينية والتشريعية من خلال تقسيمه الكتاب إلي قسمين، أحدهما خاص بتأليف روايات الأسفار الستة وتأليف المادة التشريعية، وثانيهما خصصه لتأليف الأسفار التاريخية.
ويضيف "هويدي" في تقديمه لترجمة الكتاب: وتعد دراسة "فلهاوزن" هذه أول دراسة تحليلية تقوم علي ما يظنه النص الأصلي، فيرى أن الأسفار الستة وكذلك الأسفار التاريخية كانت في الأصل تقاليد متوارثة تتناولها الألسن، فإذا ما انتقلت في سياق تراث أدبي، يتداخل الأدبي والتاريخي بدرجة يصعب معها الفصل بينهما، واستطاع فلهاوزن بعبقريته أن يفصل لنا الطبقات الأدبية لكل مصدر من مصادر التوراة سواء أكانت قصصًا وأحداثًا تاريخية أو تشريعات دينية ويحدد لنا الوحدات الأدبية الرئيسة والوحدات الأدبية المضافة أو المقحمة لكل نص من النصوص، كما نجح أن يحدد لنا زمن كل مصدر من مصادر الخيط الأدبي.
ويشدد المترجم أحمد محمود هويدي، على أن ترجمة أعمال يوليوس فلهاوزن في مجال علم نقد العهد القديم إلى اللغة العربية لأول مرة سيكون لها تأثيرها الكبير علي تطور حركة نقد العهد القديم في اللغة العربية، والتي بدأت منذ فترة من خلال ترجمة بعض الأعمال العبرية والألمانية في مجال نقد العهد القديم.