مناقشة كتاب "الوجود والعدم: عن جمال الكون" بمعهد جوته.. الخميس
ينظم معهد جوته الألماني بالدقي، مناقشة كتاب "الوجود والعدم.. عن جمال الكون" للكاتب "شتيفان كلاين"، الخميس المقبل، الموافق ١٣ يوليو ٢٠٢٣، في تمام الساعة ٧:٣٠ مساء.
وتناقش الكتاب، الدكتورة هبة شريف، الناقدة الأدبية والمترجمة، ويشرح الكاتب، في كتابه عن أسرار الكون ونشأته ونظامه ومجراته والكائنات الموجودة فيه عن طريق العلم، لا يريد أن يختلق "كلاين" أسطورة مثل الأساطير التي عرفها البشر منذ قديم الزمان عن نشأة العالم ونشأة كل الظواهر الطبيعية، بل أنه يشرح كل ذلك من خلال قصة علمية ذات قوانين فيزيائية برهنت مصداقيتها عن طريق قياسات فائقة الدقة.
كتاب “الوجود والعدم.. عن جمال الكون”
يبدأ بنشأة الكون التي يفسرها بنظرية الانفجار العظيم عن طريق التجارب العلمية أن الأرض ليست مسطحة وأنها ليست محور الكون وأن الشمس لا تدور حولها، وأن القمر ليس ضوءًا سماويًا، ولكنه يعكس أشعة الشمس، وأن الإنسان والحيوانات لم تظهر في بداية نشأتها بهذا الشكل، كما يقول، وإنما تطورت هيئتها عبر الزمن.
ثم ينتقل إلى أول ضوء ظهر في الكون، ومنه ينتقل إلى نظرية أينشتاين عن الضوء وعن النسبية التي تجعل استقبال الضوء مختلفًا وفقًا لمكانك ووفقًا للسرعة.
وقد تتبع "أينشتاين" أفكاره عن الضوء إلى نهاياتها، لينتهي "كلاين" بأن الضوء هو حامل للمعلومات التي ستظل رغم ذلك بالنسبة لنا معلومات مجتزئة، لأن الضوء في النهاية يتحرك بسرعة لا متناهية، فلا نرى سوى قطاع وحيد من العالم، ولا ندرك سوى ما يصل إلينا ضوؤه وهكذا يحدد الضوء معرفتنا بالعالم.
ثم يشرح لنا "كلاين" أن رغم كل تلك القوانين التي توصل إليها الإنسان فمازال الكون هائلًا، وأنه لا يمكن التنبؤ بكل ما يحدث فيه، لأن الكون هائل ويتمدد بشكل مستمر، فلن نستطيع التنبؤ بشكل تام بما لا نحيط به علمًا، فجرد ضربة جناح إحدى الفراشات في قارة بعيدة قد يجعل الطقس ينقلب عكس توقع هيئات الأرصاد كلها، وهذا لا يعني أن العالم لا يخضع لأي قواعد، بل يعني أنه من غير الممكن معرفة كل التأثيرات التي تحدد التنبؤ، فلا يمكن – قياسًا على مثال جناح الفراشة – مراقبة الفراشات في العالم كله، والكون لا يقدم لنا كل المعلومات، وإنما يحتوي الكون على أشياء ومواد مبهمة.
وبالرغم من أن الحواسيب وقراءة البيانات وتحليلها يزداد دقة يومًا بعد يوم، إلا أن العديد من الأمور سوف تحدث لتفاجئنا وتفاجئ أحفادنا، حتى لو طور الإنسان قدرات هائلة، ففي النهاية يتكون الكون من جسيمات والكترونات وذرات بأعداد هائلة تتفوق على أي ذكاء بشري أو اصطناعي، لهذا يدرك "كلاين" أن الطبيعة تحرمنا من أن نفهمها تمام الفهم، وعلينا فقط أن نتقبل فكرة أن حياتنا ستظل دائمًا غير قابلة للتوقع.