الكنيسة اللاتينية تحتفل بعيد القديس مبارك الأبَّا
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بذكرى القدّيس مبارك الأبَّا، الذي ولِدَ في نورسيا في مقاطعة أومبريا من إيطاليا عام 480. تلقى علومه في روما، ثم عكف على الحياة النسكية في سوبياكو، حيث تجمع حوله التلاميذ. وانتقل من هناك الى جبل كاسينو، حيث أسس ديراً نظامياً وكتب قانون الحياة الرهبانية. انتشر هذا القانون في كل البلدان ولهذا سمي بأبي الرهبان في الغرب. توفي في 21 مارس عام 547. ولكن احتفل بعيده منذ القرن الثامن في بلدان كثيرة في هذا التاريخ أي 11 يوليو.
بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قال خلالها: إذا نظرنا نظرة سطحية إلى عالمنا، لاصطدمنا بكثير من السلبيات التي من شأنها أن تحمل على التشاؤم. غير أنّه لا مبرّر لهذا الشعور: لنا إيمان بالله، الآب والرّب، بجودته وبرحمته. ونحن على أبواب الألف الثالث للفداء. والله يعد للمسيحية ربيعا عظيما نرى تباشيره منذ الآن. بالفعل، فإنّ الشعوب، سواء في العالم غير المسيحيّ أو في عالم المسيحية العريقة، تميل إلى التقرب تدريجيا من المثل والقيم الإنجيلية. والكنيسة تعمل على تعزيز هذا الميل. ويظهر اليوم بين هذه الشعوب توافق جديد على هذه القيم ومنها: رفض العنف والحرب، واحترام الشخص البشري وحقوقه، والتعطش للحرية والعدالة والأخوة، والميل إلى التغلّب على العنصريات والنزعات القومية، وتأكيد كرامة المرأة وإعلاء شأنها.
إنّ الرجاء المسيحي يدعمنا لكي نلتزم كليا بالتبشير الجديد بالإنجيل والرسالة الشّاملة، ويدفعنا إلى الصلاة كما علّمناها الرّب يسوع: "لِيَأتِ مَلَكوتُكَ لِيَكُنْ ما تَشاء في الأَرْضِ كما في السَّماء."
إنّ الناس الذين ينتظرون الرّب يسوع المسيح لا يزالون في أعدادٍ لا تُحصى: فالأوساط البشرية والثقافية التي لم تصل إليها بعد بشارة الإنجيل أو تلك التي يندر فيها حضور الكنيسة، هي واسعة جدا، بحيث تستلزم توحيد كلّ القوى. إنّ الكنيسة كلّها، في تأهبّها للاحتفال بيوبيل السنة الألفين، هي اليوم أيضا أكثر التزاما بانتظار ميلاد ارساليّ جديد. علينا أن نغذي فينا الشوق الرسولي لننقل إلى الآخرين نور الإيمان وفرحه، وعلينا أن ننشّئ على هذا المثال، شعب الله بأجمعه.